دبلوماسية الدولة ام دبلوماسية المليشيات / د . فارس العمارات

دبلوماسية الدولة ام دبلوماسية المليشيات

حالة السفير السعودي لدى العراق انموذجا

إن العلاقات الدولية منذ نشوئها بين الدول ارتكزت على مبادئ وأسس جعلت من هذه العلاقات أسلوبا ومنهجا ذا وظائف مختلفة و متنوعة و شهدت هذه العلاقات أشكاال متنوعة من الممارسة توحدت وتمحورت جميعها حول قاعدة أساسية واحدة تقوم على إرساء أسس المساواة وحفظ السلم والامن الدوليين ، وتميزت العلاقات الدولية بالحاجة إلى أدوات خاصة للتخاطب و والاتصال والاداة الاولى للاتصال الدائم هي التمثيل الخارجي التمثيل الدبلوماسي و التمثيل القنصلي( سعيا إلى إيجاد أفضل التسهيلات والعلاقات وتقارب الافكار بين العائلة الدولية ليسودها التفاهم والمودة. و إلى جانب هذا الاتصال المستمر تتطلب مصالح الدول اجتماع القائمين بأمرها من حين لاخر لمعالجة بعض المسائل التي لها أهمية خاصة و اتخاذ قرارات بشأنها وهو ما يتم عن طريق إبرام المعاهدات.

إن الدولة أيا كان شكلها التكوني بأي حال من الاحوال بمنأى عن تغير و حركة الحياة الدولية، والتي يشكل فيها التمثيل الخارجي بابرام المعاهدات حجر الاساس في هذه الحياة ، إذ يعتبر ان الوجه الظاهر للسيادة الخارجية للدولة ، حيث أجمع علماء القانون الدولي على أن مظاهر السيادة الخارجية للدولة تكمن في ممارسة التمثيل الخارجي وفي عقد المعاهدات وفي اعلان الحرب و عقد الصلح.

مقالات ذات صلة

ومن هذا المنطلق فان اي مساس بسفراء او ممثلي الدول يعتبر تعدي على الدولة نفسها وهو نوع من المساس بسيادتها لان السفارة هي جزء من الدولة والسفير احد مواطنيها الذي يتميز بصفات دبلوماسية مثلية اي يعتمد التعامل والتمثيل الدبلوماسي المعاملة بالمثل وان على الدولة المضيفة احترام سيادة الدولة المستضافة ولما لهذه المعهادات والاتفاقيات من اهمية فلا بد من احترامها وتقديرها بمعايير عالية والا اصبحت العلاقات بين الدول علاقات هشة لا يمكن البناء عليها وان انحرفت عن مسار المعاهدات الدولية واحترام التمثيل الدبلوماسي فان الدولة تصبح ادارتها ادارة عصابات ومليشيات خارجة عن الاعراف الدبلوماسية التي يتم احترامها من قبل جميع الدول وعندها تقوم الدولة بسحب دبلوماسييها من الدولة التي تحولت الى عصابات وجماعات مسلحة تقوم بالعمل على اساس شريعة الغاب والخروح على المالوف الدبلوماسي يعني انهيار العلاقات بين الدول وعدم احترامها لبعضها البعض ان تم حكمها وادارتها من قبل مليشيات كما يحدث في العراق الان والتي يتم ادارتها من قبل مليشيات طائفية ذات صبغة عنصرية واثنية دينية ومعتقدات لا صلة لها بالقيم العالمية وقيم التسامح التي اسسها الشرع الحنيف قبل اربعة عشر قرنا ومن ضمنها العلاقات ما بين الدول واحترامها

ان ما يجري في العراق الان وما تقوم به العصابات المسلحة والمليشيات الطائفية ما هو الا خروج على العرف الدبلوماسي الذي بنيت عليه العلاقات بين الدول منذ الازل وان ما جرى مع السفير السعودي السبهان قبل ايام انما يدل على ان العصابات الطائفية قد استولت على ادارة الدولة واخذت تصول وتجول حتى وصل بها الامر الى التدخل في التمثيل والعرف الدبلوماسي الذي يتم التعامل على اسسه بين الدول فهي تعد سابقة خطيرة ان اصبحت العصابات والحشد الشعبي وعصائب اهل الحق والعباس وغيره تدير الدوله وان كانت في حكم الواقع هي تديرها تتدخل في مثالب خطيرة كالعلاقات الدبلوماسية ما بين الدول الاخرى والعراق فان الحديث اصبح على محمل الجد وان تطورت هذه الافعال فان العراق سيصبح بدون دبلوماسية او تمثيل دبلوماسي مع الدول الاخرى وان السعودية لن تخضع لقول عداتها كلما غرد منهم مغرد او نعق منهم ناعق لان السعودية في سياستها الخارجية تعتمد على قوتها السياسية وحسن تعاملها الدبلوماسي ولن تاخذ بقول الذين يريدون ان يشرخوا العلاقات العربية ويوظفوها في اماكن غير مكانها لان اتجاهاتهم لن تنحج وسوف تكون اعمالهم وبالا عليهم

الوقت قد حان لان يكون هناك نزع لكل العصابات والمليسيات التي تحاول ادارة الدول اينما كانت ابتداء من حزب اللات في لبنان وانتهاء بالحشد الشعبي في العراق حتى تحيا الامة العربية والاسلامية برخاء وهناء ويسودها المحبة من محيطها الى خليجها

وشكرا على حسن الاستقبال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى