جدتي تلتقط سيلفي متحدية كورونا

جدتي تلتقط سيلفي متحدية كورونا
الحسين قيسامي

تظفر جدتي شعرها الأحمر المصبوغ بالحناء… وشم أخضر يزين ذقنها… رسوماتٌ تزيينية تُضفي على وجهها وجسدها جمالاً لا يُضاهى، يُناسب عينيها الحادّة وجمالها الفريد وحمرةَ خديها المشعّة…مرتدية كمامة و قفازات… في يدها أساور (مسايس) من فضة…أخذت هاتفها…ألتقطت سيلفي و هي تحلحل حبات الكسكس على إيقاع أغنية الركادة: راني مكاجية في الكوزينا..على جميلك أكورونا!!!.
وتحكي لنا جدتي إنّ الواشمة التي كانت تشم على ذقنها ماتت منذ ازيد من عشر سنوات. و كانت تُنتَقى هذه الواشمة لقدراتها الخارقة على العلاج من الأمراض والحماية من الحسد والعين الشرّيرة وفكّ السّحر.
ترسم الأوشام على أجساد نساء القرية بدون مقابل مادّي، كانت تستعمل في العملية: إبرة، كحل، بقايا سُخام محروق، ماءٌ مملّح وأعشابٌ للتعقيم. ما أحوجنا إلى التعقيم في ظل جائحة كورونا . يا حبذا لو كانت الواشمة رحمها الله معنا في هذه الايام العصيبة وتستعمل وصفتها السحرية لتعقيم منازلنا. في عصر كورونا فرض علينا كوفيد تسعطاش بروتوكول التطهير عند العودة للمنزل، مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية خارج المنزل.وعند العودة نخلع الأحذية خارج الباب، وإن لم يمكن ذلك متاحا، فعلى من كان خارج المنزل خلع الحذاء والجوارب في خطوة واحدة قبل التحرك في أركان المنزل. نقوم بعذ ذلك، بإحضار سلة أو كيس لخلع الملابس الخارجية بعد غلق باب الشقة. في تلك الخطوة يتم التخلص من كافة الملابس التي قد تكون تعرضت للفيروس في الخارج…نقوم كذلك برش الكحول على اليدين، وقبلها وبعدها ، قبل الاستحمام وارتداء ملابس نظيفة…الله يرحمك يا واشمة!!!!
في حجرها الصحي تجلس جدتي امام البئر ترمي الحجر في الجب … ثم تنتظر لتسمع صوت ارتطامه بالماء !.. في انتظار قافلة العزيز!!! ذات مرة ازعجتها الكمامة ووضعت كفَّها تحت أنفها، وبأقصى قوتها أطلقت زغرودة : الصلا و السلام…في خاطر كوفيد تسعطاش.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى