nbsp;
nbsp;الخميس 14-7
في فصل الخريف ، كانت تتخذ الأمهات النشيطات أفياء بيوتهن لغربلة القمح وتجهيز مونة الشتاء.. النمل الأسود كائن مثابر ، بمجرد أن يشتم رائحة الأمهات ويسمع حفيف الغربال بالأكف كان يدبو تجاه رزقه ، يطوف بصمت حول بيدره ومنجمه ، يحمل حبات الشعير الساقطة من ثقوب الغربال وأكف الأمهات..يخترع طريقاً ثابتاً لمواطنيه النملة تلو النملة، فصراطهم المستقيم nbsp;من فيء البيت الى بيت الفيء …تارة تسقط الحبة وتارة تسقط النملة..وتارة يكون السقوط جماعياً ثم النهوض الجماعي ايضاَ .
nbsp;طيلة فترة مراقبتي للنمل ، لم أر نملة واحدة من الشعبالعادي تقضم حبة قمح او شعير، او تحيد عن خط المسير أو ترتاح أو تغشّ في العمل ..الكل يكدح ويدّخر ويفكّر بمصير الجماعة..فحكمة النمل الصامتة: اما العمل بجماعة وإما المجاعة..المهم آخر النهار كانت تنفضّ جلسة الغربلة ، وتنقل أمي مونتها على كتفها باتجاه بيت الخزين..تاركة النمل يأخذ كفايته ويرتّب اقتصادياته كما يحب ويرى من زوائد الحبوب…
nbsp;
في موسم الشتاء كنت أحزن مرتين ، الأولىnbsp; عندما nbsp;يخيل اليّ nbsp;ان هذه الفصيلة العظيمة انتهت او انقرضت بفعل المطر الذي داهم الثقوب ..لكن ما ان تكفكف السماء غيومها وتشرق الشمس من جديد حتى أمسح حزني..
nbsp;
والمرة الثانية عندما nbsp;يبدأ النمل بإخراج الحبوب من مخزنه الى الفضاء لكي يطرد البلل والرطوبة منه..فيأتي الجحش ويأكل مدخرات المملكة كاملةnbsp; غير آبه كيفnbsp; جمعت وكم استغرقت من وقت ودم وتعب وكدح ومثابرة ؟…الغريب ان النمل كان يعودnbsp; للجمع من جديد، بذاكرة جديدة، و بجهد جديد، لموسم جديد..وهو يعرف مسبقاً ان جحشاً جديداً بانتظاره من جديد…
nbsp;
آآآآآآآآآخ من جحش الفسادnbsp; بس…
nbsp;
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
nbsp;