ثم ماذا؟
ماجدة بني هاني
أحدثكم عن الغياب أيتها السيدات والسادة….
أحدثكم عن العشق الذي يشبه العبادة، عن الشوق الذي لا ينقص مازال في العمر زيادة……
عن الموت حبا، مؤمنا بأنه نوع من الشهادة.
…..ثم ماذا…..
عن الحبيب الذي مضى بلا وداع، حين قفز ماوراء الغيم، صدره مثل الشراع في وجه المدى، و عن انتظار الحبيبة كل موسم شتاء لعله يعود إليها مطرا مرخما،….. اسودّ القلب من جمر الانتظار، تبخرت مقلتاها ذات حريق، ثم صارت غيمة……..
صارت الغيمة خيمة حزن … تأوي قلوب العاجزين عن البكاء…..
أولئك المرهفون الذي تحييهم كلمة وتبعثرهم كلمة…..
….
ثم ماذا؟
أحدثكم عن الذاكرة التي لا تعرف الخيانة، تلك الطاهرة التي تعشش بالتفاصيل، والتفاصيل كالدبابير تؤز في الروح، تنهش تلافيف العقل، تترك الندوب، تخرب الحاضر، تلعن الآتي، تتهالك رويدا رويدا لتترك المفقود الذاكره كالأرض الخراب، لا يحسن صنعا أمام نشوة روح تتسلل إلى باريها ب شغف اللقاء،ثم تصعد كالحلم أو أعمق قليلا، لتستريح عند رب السماء…
ثم ماذا
: َثم أن الشوق إلى الحياة يظل جاثما على صدره، ك كرة اللهب فيطرحه، حتى لا يستطيع النهوض….
: ثم………. أنه بحاول ويحاول.. حتى يظهر طيف ملاك ….. طيف خفيف الظل، لطيف الروح، رقيق… يخطف ما تبقى منه ويمضي….
، فيقتله من الوريد إلى الوريد…. قتلا بلا دماء… قتلا رغم أنه الموت… لكنه ألذ من بعض الحيااة………
٢٤. أيار ٢٠٢٠