ثقافة العيب تطل برأسها مع وباء الكورونا!

ثقافة العيب تطل برأسها مع وباء الكورونا!
المهندس علي ابوصعيليك

وثقت وسائل الإعلام إقتحام بعض الشباب في العراق لأحد المستشفيات لإخراج إحدى قريباتهم المصابة بفايروس الكورونا من منطلق ثقافة العيب التي تطل برأسها في الكثير من تفاصيل حياتنا في العالم العربي بشكل خاص وشرق وجنوب العالم بشكل خاص وهو ما يؤدي في حالة الأمراض إلى تفشيها وفي حالات اخرى تأخر نمو البلدان إقتصاديا حيث تكون ثقافة العيب مثلا في رفض نمط معين من الوظائف ولكن في مواجهة الكورونا لا يمكن أن تترك الحرية كاملة للأفراد لأن حماية صحة المجتمع هي واجب قومي تمتلكة الحكومات.
في الأردن خاطب المسؤولون وخصوصا في وزارة الصحة عدة مرات جميع من شارك في حفل زفاف إربد الشهير لكي يذهب طوعا ويجري الفحوصات لحمايتة وحماية المجتمع فيما لو كان مصابا وإستمرت المخاطبات خصوصا من خلال شاشات التلفاز المحلية ولكن ثبت بمرور الوقت أن البعض لم يتجاوب مع هذه الخطابات مما نتج عنه إجراءات جديدة من مجلس الوزراء ويرتبط عدم التجاوب بثقافة العيب وهو أيضا ما قد يحدث في مناطق اخرى من المملكة حيث الثقافة المجتمعية متقاربة للغاية وهذا من شأنه أن يكون أحد الأدوات السلبية في مكافحة الوباء الذي يحتاج للتجاوز عن الكثير من الأمور التقليدية في هذه المرحلة المعقدة، وعاد رئيس الوزراء ليرسل رسالة مهمة في هذا الشأن من خلال وصفة الصحيح بان “من يبادر من تلقاء نفسه لطلب التشخيص الطبي في حال مخالطة أي مصاب، أو الشعور بأعراض المرض؛ فهو بطل وقدوة في عين كل أردني” وإذا وصلت هذه القناعة للجميع فإن ذلك من شانة الحد من تفشي هذا الوباء بسبب ثقافة العيب.

بين الحين والأخر تكون هنالك بداية لحدث ما ونهاية لحدث أخر نتيجة لعوامل مرحلية وحاليا ومع هذا الوباء الذي توحد العالم كله في مواجهته فإنها فرصة للتخلص من رواسب سلبيه من ثقافة العيب التي ساهمت كثيرا في المرحلة الماضية في الحد من نمو إقتصادات في بعض دول العالم الثالث حيث يتم رفض العمل في مهن بعينها على سبيل المثال، وليس فايروس الكورونا فقط ما يدخل في ثقافة العيب عند البعض من مجتمعنا بل هنالك أمراض أخرى يتستر عليها الناس من منطلقات جاهلية مثل (النار ولا المعيار) أو (الموت ولا الفضيحه) مع أن المرض مهما كان نوعة وخطورته ليس من الأمور المعيبة بقدر ماهو جزء من القدر الإلهي فهو إبتلاء من الله سبحانه وتعالى ويجب ان نتقبله وفق القاعدة الشرعية عن الحبيب المصطفى {ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفًر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها}.

العيب مفهوم واسع في مجتمعاتنا الشرقية ولكن الحقيقة يجب أن تكون (ما عيب .. إلا العيب)، فقلوبنا متعاطفة جدا مع أهلنا وعزوتنا في كل شبر فيك يا وطني وخصوصا تلك التي أٌعتبرت بؤرا لوباء الكورونا ومن أبرزها عروس الشمال ومتعاطفون مع كل مصاب هنا وهناك وندعو لهم ليلا نهارا بالشفاء التام الذي لا يغادر سقماً {مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّ}.
aliabusaleek@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى