مع اي فريق تلعب يا وزير التعليم العالي !!

مع اي فريق تلعب يا وزير التعليم العالي !!
وصفي خليف الدعجة

رغم قراري النهائي بالابتعاد عن الحديث بشؤون التربية والتعليم بالأردن إلا أن ما ورد على لسان وزير التربية والتعليم الدكتور وليد المعاني في المؤتمر الصحفي الاخير الذي عقد في مقر الوزارة دفعني لكتابة هذه السطور الرثائية كرسالة أخيرة لصاحب القرار بالدولة الأردنية بان التربية والتعليم على وشك الموت السريري إن لم يقم بإجراء عملية جراحية سريعة لاستئصال ورم الغباء الاستراتيجي بالتعاطي مع هذا الملف الوطني الحساس الذي لا يتحمل المزيد من التجارب كالفئر الذي اجتمع الرأي الطبي عليه بأنه لم يعد صالحاً للمختبرات العلمية أو الدراسات البحثية لإصابته بالعديد من الأمراض النفسية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية مما دعاهم إلى الخلاص منه وفق الإجراءات القانونية المتبعة في ذلك بعد أن تدخلت الكثير من الأيدي الغبية بهذا الملف من قبيل الابرستيج أمام الرأي العام المحلي والعالمي.

قبل أكثر من تسع سنوات قمت بزيارة إلى إحدى مدارس التربية والتعليم بمحافظة العاصمة بالصدفة المحضة وأثناء وجودي بمكتب مديرة المدرسة شاهدت بعيني حادثة غريبة وهي أن أحد رؤساء الأقسام في تربية عمان الثالثه “او القويسمة فيما بعد ” كان قد طلب من مدير التربية والتعليم تزويده بجهاز كمبيوتر لمكتبه وفق الإجراءات القانونية المتبعة بذلك وعلمت أن مدير التربية والتعليم في حينها وافق على ذلك وطلب من مديرة المدرسة تزويد رئيس القسم بالجهاز لحين قيام الوزارة بارسال عدد من الأجهزة الجديدة.

المهم أن رئيس القسم ذاته ” اي الذي طلب تزويده بالجهاز ” حضر إلى مكتب المديرة أثناء وجودي هناك وبعد جلوسه لدقائق وتبادلنا للحديث قامت مديرة المدرسة بإخراج استجواب لها من مدير التربية والتعليم يتعلق بذات الأمر فاستغرب رئيس القسم من هذا الإجراء وأبدى عن انزعاجه وعدم رضاه بملامح وجهه من هذا الإجراء خصوصا أن مدير التربية ذاته هو من اتصل بها وطلب منها فعل ذلك !؟!؟

مقالات ذات صلة

فما كان من رئيس القسم إلا أن تناول الاستجواب من يد المديرة وأخذ يقرأ به وهو يشعر بالاحراج من تصرف مدير التربية والتعليم مع هذه المديرة التي لم تفعل أي شيء إلا انها نفذت أوامر مدير التربية والتعليم ذاته !؟!؟

وبعد قراءة محتويات الاستجواب قام رئيس القسم على الفور بالاعتذار لمديرة المدرسة عن ذلك مبررا الأمر بالنسيان وعدم الإنتباه من مدير التربية والتعليم وما كان منه إلا أن قام بتمزيق ورقة الاستجواب والقائها بسلة الزبالة .داعيا المديرة للاطمئنان وعدم الارتباك جراء هذا الموضوع ونسيانه وكأنه لم يحدث.

الراي العام الأردني لا يطلب منك يا معالي الوزير الكشف عن مخططات الوزارة للمرحلة القادمة.. فالمخططات معروفة للجميع وحتى للاطفال فهي ذاتها مخططات الوزير السابق والوزير اللاحق تماما مثل موضوع المدينه الجديده زمن حكومة الملقي ووزير إعلامه المومني الذين اوجعوا رؤوسنا بالاماني والأماكن والمخططات وبالاشخاص الخمسة التي يعرفون أسرارها ولم نرى اي شيء …مذهلة …!!؟!

الحديث عن دمج وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم يشبه إلى حد كبير محاولات بعض النساء في استخدام السمك بدل اللحم في المنسف الاردني المعروف ، فالتعليم العالي يختلف بكل شيء عن عالم المدارس والمعلمين والطلاب حتى أن البيئة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لا تقبل ذلك ومعظم دول العالم المتقدمة تبتعد في استراتيجيات التعليم عن ذلك التوجه.

معالي الوزير لا يجوز منع المعلمين والمعلمات من الانتقال للعمل الإداري والفني في الوزارة ومديريات التربية فهذا من شأنه احداث مشاكل تربوية عديدة لا طاقة الوزارة يتحملها ….فمن المعلم أن يترفع بالسلم الوظيفي إلى أن يصبح وزيراً للتربية أو رئيسا للوزراء فالطموح هو المحرك للانتاج والإبداع والابتكار والتجديد والتغيير المنشود وللعلم لن يستطيع أي وزير للتربية بالالتزام بذلك والسبب أن هذا الأمر لا ينسجم مع الواقع والمتطلبات الواقعية.

واخيرا يا معالي الوزير ارجوك أن تعلم أنه لا يجوز إشراك الفئة الثالثة بمكرمة المعلمين وانما يتم ادراجهم بمكرمة خاصة لهم فكيف اقبل كمعلم أن يتم قبول أحد ابناء الفئة الثالثة بالجامعات ولا يتم قبول ابني !! هذا إن لم تحدث جرائم عديدة لا قدر الله من جراء ذلك بالمستقبل القريب.

أن من وضع الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشريه (٢٠١٦_٢٠٢٥) لم يكن على اطلاع كافي على الواقع التربوي والتعليمي المرير واظن أنه كان يجلس في أحد الفنادق العالمية التي تحتوي على كل خدمات الراحة عندما قام بكتابتها تحت التكييف المركزي واعتقد جازما انها لا تمت للواقع بأي صلة سوى من ناحية الشكل والمظهر الخارجي فقط وتحتوي على الكثير من العيوب والذنوب.

انصحك يا معالي الوزير بالابتعاد عن التصريحات والشعارات الاعلامية والاكتفاء بالعمل بعيدا عن الأضواء والإضاءة الصينية الصنع والتي لم تعد ممتعة للكثير من للمراقبين والمحللين السياسين بهذا المرحلة .واتمنى ان اعرف شيء واحد يا معالي الوزير مع اي فريق انت تلعب ؟ ام انك تلعب على المضمون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى