تقييمات اربد أطالت عمر حكومة النسور..!! / فرح مرقة

سواليف

**رئيس الديوان في الاردن يحاول ازالة ضباب المشهد السياسي الكثيف برأيٍ شخصيّ بعد صورة نقلها عطية عن “الاحباط” في السلطتين: النواب سيكمل دورته.. وتقييمات اربد اعادت استبعاد الملقي عن الرئاسة وأطالت عمر حكومة النسور..

نادرة هي المرات التي يتحدث فيها رئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور فايز الطراونة عن قرارات تتعلق بالمستقبل القريب أو البعيد للمملكة الأردنية الهاشمية، والحديث هنا ليس عن الطراونة وحده وإنما عن كل رئيس لقصر عاهل الأردن.
الندرة في الموضوع المذكور ليست ترفًا، وإنما تأتي لكون وظيفة رئيس الديوان الملكي لا تحمل أي صفة في مؤسسات الدولة تخوّلها عمليا للحديث عن شأن محلي قراره ملكي من وزن إجراء الانتخابات النيابية وتوقيتها وحل مجلس النواب، حتى وإن كان الحديث مع ممثلي الشعب أنفسهم في جلسة مغلقة.
التقيّد بالوظيفة ليس ذو أهمية تاريخيا عند الحديث عن رجل قوي ومن القلة ” التي لديها المعلومات في الدولة” مثل الدكتور الطراونة، فالأهم في حالته أن يزيل بعضًا مما لف المجتمع الأردني من غموض حتى في مسألة يفترض لها أن تكون مفهومة ومعروفة توقيتاتها مثل إجراء الانتخابات البرلمانية ورحيل الحكومة.
في الواقع من المفهوم أن إجراء الانتخابات سيكون مختلف في عمان هذه المرة، وان كان المراقبون مدركون لان الانتخابات في السنوات الاخيرة “كل اجراءاتها مختلفة” لتغيير القانون الذي تسير الانتخابات تبعا له من جهة ولحل المجالس النيابية عدة مرات لاسباب محلية من جهة ثانية. إلا أن هذه المرة يحمل فيها “اختلاف” الاجراء بعدا جديدا كون الأردن في إقليمٍ ملتهب وتحيط به ظروف سياسة صعبة، وهو السبب الذي ألمح إليه الطراونة ذاته على أنه اللاعب الوحيد الذي يحكم في المرحلة القادمة، خلال جلسة مع كتلة الوفاق النيابية التي يرأسها النائب ميرزا بولاد.
الطراونة قال وفقًا لنقل النائب الدكتور هايل الدعجة عضو الكتلة أن الانتخابات النيابية قرار سياسي وتحكمها التطورات والظروف التي تشهدها المنطقة مبديًا رأيًا شخصيًا – حسب النقل- أنَّ المجلس سيستمر في دورته الحالية، ما يعني أنَّ مجلس النواب ومعه الحكومة سيظلان على حالهما إلى خواتيم أيار أو بداية حزيران، ما يتماشى مع تحليل ” رأي اليوم” السابق المتزامن مع أحداث إربد والتي قادت لإعادة قانون الانتخاب من جانب مجلس الأعيان (مجلس الملك ) إلى مجلس النواب لتعديل مادة تتعلق بحالة شعور مقعد في المجلس السابع عشر الحالي ما قرأته “رأي اليوم” كواحد من المؤشرات على بقاء المجلس إلى وقتٍ قد يتجاوز حتى الدورة العادية التي قد تحدث عنها الدكتور الطراونة.
معطى آخر في التسبيبات المتعلقة بتأجيل الانتخابات له علاقة مباشرة بشخص الرئيس الدكتور البيروقراطي العميق عبد الله النسور، إذ يبدو حتى اللحظة ان بدلاءه المحتملين غير قادرين على اقناع المرجعية العليا في الدولة، كلّ لاسباب تتعلق بماضيه واسلوبه وعلاقاته.
الخيار الذي كان مرجّحا الى ما قبل عملية اربد لم يعد سرّا ان الوزير والسفير الاسبق هاني الملقي، والذي يرأس اليوم سلطة اقليم العقبة، التي تشهد العديد من الاضرابات العمالية خلال الفترة الماضية.
عملية اربد وفق معلومات دقيقة حصلت عليها “رأي اليوم” اعادت التقليل من فرص الرجل (اي الملقي) كونه “اكثر دبلوماسية” مما تتطلبه المرحلة، وفق التقييمات في الدولة العميقة.
عودة للطراونة، ورغم أنه رأس حربة بين اللاعبين “العارفين” في الوضع الأردني الداخلي والخارجي لم يتحدث- حسب النقل- عن أي مواقف سياسية لها علاقة بالإقليم، قدر ما قرر بصورة واضحة أن يملئ فراغ المعلومات لدى باقية الأطراف من السلطة التنفيذية وشقيقتها التشريعية وما بينهما حتى فيما يتعلق في مصير الاثنتين معا.
تعليق الطراونة على السياق جاء بعد ساعات من نشر نقد لاذع للنائب المخضرم خليل عطية تحدث فيه عن “الترقب والاحباط الشديدين” السائدين في الحياة السياسية بسبب عدم الوضوح حول موعد الانتخابات النيابية، الامر الذي ذكر في سياقه ملاحظة “خطيرة” عن كون الوزراء يحرّضون بعضهم على التقليل من العمل كدليل على الاحباط.
وقال عطية “على صعيد عمل الحكومة فقد لاحظنا ايضا ان الوزراء اصيبوا بالاحباط لدرجة ان وزيرا يتصل بوزير ويقول له لماذا تعمل في الوزارة لغاية التاسعة مساء (مهو احنا مروحين)”.
تصريحات الطراونة يبدو انها جاءت في سياق “اعادة العجلة للدوران” ولو بإبر مخدرة للطرفين، الذين لافتقارهما للمعلومة الدقيقة قد يعودان للعمل بسبب “تصريح رأي لرئيس الديوان الذي لا يحمل أية ولاي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى