تقنية الميتافيرس وعلم الكون الفيزيائي

#تقنية #الميتافيرس وعلم الكون الفيزيائي

أحمد الزغول

السرعة الجنونية التي تسير بها التقنيات الحديثة مثل ال “الميتافيرس” وغيرها من التقنيات الحديثة، جنباً الى جنب، الاكتشافات العلمية التي حققها علماء الغرب، نِتاج بحوث علمية موثقة وعلى مدار سنوات طويلة؛ بغية اكتشاف تركيب هذا الكون الذي يعجز العقل البشري عن إدراكه وإجابة الكثير من الأسئلة المتعلقة به ونشأته، كل هذا كان بمثابة بذور ولدّت تلّة من التساؤلات والأفكار، عن العلاقة القائمة بين النظريات التي وضِعت لتفسير ظواهر كونية، مثل نظرية الغشاء، والتي تسعى لتفسير نشوء الكون وديمومته، من خلال الاستعانة بنظرية الأوتار الفائقة والجاذبية الخارقة، إذ أن أحدى فرضيات نظرية الغشاء أو ما تسمى نظرية ب (Theory-M) أن عالمنا امتداد لعوالم موازية، يعيش فيها البشر بأبعاد مختلفة (طول/عرض/ارتفاع/ زمان ولخ)،  مستندة على العديد من التفسيرات العلمية والمعادلات الرياضية والحسابية.
أما الشيء الذي يستدعي القلق وينفث الروح بكثير من التساؤلات، هو ظهور تقنية الميتافيرس والتي تقوم على التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وغيرها من التقنيات، والتي تُحاكي فكرة تعدد الأكوان، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وفروعه، مثل تعلم الآلة والتعلم العميق، لخلق أو صُنع ما يسمى بال Avatar  بواسطة لُغات البرمجة وأشهرها بايثون، حيث  سيكون بمثابة الشخصية أو الهوية الرقمية في العوالم الافتراضية، كما تحتوي هذه العوالم على كافة النواحي والظروف التي تُحاكي حياتنا الشخصية، كعوالم موازية بأبعاد مختلفة، وأهمها: بُعدي (الزمان والمكان).

كل هذه الأحداث تستدعي أن نتمعن بدقة خلق هذا الكون وعظمة الخالق، والنظر بجدية كبيرة الى الوتيرة الجنونية التي تسير بها التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، والتي إذا لم تغير أسلوب حياتنا وطبيعة الروابط الأسرية والاجتماعية بشكل جذري، ستغيرها بشكل كبير، حيث يصعب على من يعيش بما يسمى بالبرج العاجي، -متخذاً من “عقيدة ما خُلقنا لهذا” منارة يصبو إليها- تشكيل تصور واضح للوضع المستقبلي، وإدراك الفجوات التي يجب أن تعتبر معالجتها كأولوية، للنهوض بحضارة إسلامية مستدامة، ومنافسة لحضارة الغرب.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى