بأمان الله يا وليدي / إخلاص يخلف

بأمان الله يا وليدي
يُما بدك أشي قبل ما امشي.. وين يا عين أمك أستنى خذ زوادتك معك قربت اخلِِص .. لا يُما هسى بتأخر على الواجب ما ظل وقت ودي أصل أستلم الوظيفه من زميلي أله يومين مداوم ما أشترى أغراض رمضان لعيلته ..بأمان الله يا وليدي قلبي وربي راظيين عليك يُما .. ما ودك تفطر معانا أليوم بنيتي أعملك أكله تحبها منسف وانت تدري أول يوم برمضان أحب أطبخ شي إبيض عسى أيامنا بعون الله تكون صافيه ونقيه بلونه ..لا يما ما أقدر بالله عليكي تخليه لبكره ونعزم الحبايب والقرايب .. من زمان ما أنلمينا سوى أشتقتلهم ودي أكحل عيني بشوفهم ..تكرم يُما لبكرا زي ما تحب .. ربي ما يحرمني منك يا يُما هات أبوس رأسك وأشم ريحتِك قبل ما أروح.. طبع قُبله على جبينها وعانقها وأشتَم رأئحتها ووضع البُوريه على رأسه واتجه صوب ألباب ثم أستدار برأسه ونظر أليها من جديد وأبتسم.. خرج واغلق ألباب خلفه.. ألقى السلام لكل من صادفه في طريقه قاطعآ ألوعدَ على نفسه وأمام الله وإمامهم إن تبقى إلبسمه على شفاههم وأن يحميهم ويحمي مستقبل أطفالهم ،فهو من عاهد الله أن يبقى مخلصآ لتراب الاْردن الطهور ويذود عنه بالروح وهو يقسم شرف الجنديه عندما ألتحق في صفوفها، لم يكن يدري وهو يسير ورفاقهُ الأربعه من جنبات الأردن مقبلين على الحياه حالمين بالمستقبل والزوجه والأبناء والترقيه ،والعوده ألى حضن أمهاتهم أن يد ألغدر والغيله والخِسه من خفافيش ألظلام ألحاقدين ستنالَ برصاصاتها ألجبانه من صدورهم في غرُة الشهر الفضيل الذي حُرِّمَت فيه دماء ألمسلمين، فسالت دماءُهم الزكيه كرائحة ألمسك ،وعيونهم شاخصه نحوَ السماء تدعو للعلي ألقدير أن يحفظ عائلاتهم ويُصبر امهاتهم وزوجاتهم وابنائهم ألم الفراق، وقلوبهم تنبضُ آخرَ نبضاتها الضعيفه بحب الوطن ،وعلى شفاههِم ترتسمُ بسمة سعاده بملاقات زملائهم الذين سبقوهم ألى درب ألشهادةِ والوفاء، ويدهُم رُفع شاهِدُها لنُطق الشهادتين ،وأسلمو ألروحَ لبارئها فرحين بما أتاهم اللهُ من فضله فهم يعشقون الموت إذا كان طريقآ للحياه بالعليين في جناتٍ عرضُها ألسموات والأرض، وهم على أيمانٍ راسخ إن ألجباه ألسمُر وزنود ألأحرار ستثأر لهم من يد ألغدر ألجبانه من خوارج العصر وربيعهُم ألدموي مدفوع ألأجر، فالإردن كان وسيبقى وسيظل وردةً زكيةٌ تفوح رائحتهُا لكل أنسانٍ حرٍ شريف وشوكة مدميه في وجهِ كل حاقدٍ ومارق ،ليبقى شامخآ حرآ برجالهِ وحرائرهِ ألاردنيات إمهات الرجال الرجال، إمهات الشهداء..
فماذا إقولُ لكُنّ في هذا أليوم وأنتُنّ تستذكرنّ كل حركةٍ لهم في احشائكنّ ،وكل قبلةٍ طبعتموها على إجسادهم وهم أطفال ،وربيتموهم برموشِ العين واهدابها،ليكبروا أمام أعينكم…ونذرتموهم لتراب الاْردن وأهله حين ألتحقوا مع زملاًئهم بصفوف ألشرف وألفِداء.. وأعلم أن قلوبِكم تنزف دماً ألم ألفراق…..

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى