تفرق دمه بين المصالح
عندما يعلن ترمب ان ثمة عناصر مارقة قتلت الخاشقجي، وحين يزور بومبيو الرياض ومن ثم تركيا، فهذا يؤشر بقوة على سعي واشنطن للملمة موضوع مقتل الصحفي السعودي وخلق تخريجة مناسبة له.
اعتقد ان واشنطن والرياض وكذلك تركيا، سيتوصلون لرواية مشتركة، وتخريجة معقولة، تهدف الى تعزيز نظرية «العناصر المارقة» التي ابتدعها ترمب وفريقه.
السعودية بدورها انتظرت، واكتفت بمراقبة التطورات، فلما تبين لها ان انقرة وواشنطن تملكان ادلة على تورط غير محسوب ومؤكد للرياض، هنا بدأ الحراك السعودي لاحتواء الازمة ومحاصرتها.
هناك قابلية للاطراف الثلاث كي تتعاون في لجم بعض الحقيقة واعادة انتاجها، وهناك مصالح مشتركة، وفرص تبدو ستفعّل من اجل استثمار حادثة مقتل الخاشقجي.
التخريجة لن تخرج عن سيناريو القتل الخطأ اثناء التحقيق، او الجماعة المارقة، ثم البحث عن كبش فداء، والنتيجة عدم تحميل القيادة السعودية اية مسؤولية عن الحادثة.
تدخل الملك سلمان شخصيا، اظهر ان الرياض تريد انهاء الملف بأقل الخسائر، وتظهر احتمالا كبيرا بالاعتراف بالجريمة، ومن ثم تقديم رواية تتفق تقبلها التحقيقات التركية ويقبلها البيت الابيض.
كل ذلك رهن بموافقة تركيا، واردوغان الذي وجد نفسه امام فرصة سانحة ليأتي بالرياض كي تطلب منه وترجوه وتستميله ليساعدها في تدشين مخرج من الازمة.
ولا اظن ان تركيا ستقف كثيرا امام حسابات القيم والضمير، فالتسييس للقضية واستثمارها اقتصاديا وسياسيا سيكون سلوكا محتملا للاتراك.
من هنا اتوقع قرب انتهاء الازمة، من خلال تخريجة لا تحمل الحكم السعودي المسؤولية، وسيكون هناك متهمون يشبهون ما كان في حادثة لوكربي، وستضيع دماء خاشقجي بين سيوف المصالح والمطامع والتسييس.