” تفجيرات عمّان و مثلث الشر الأمريكي الصهيوني الصفوي /مهند أبو فلاح

” تفجيرات عمّان و مثلث الشر الأمريكي الصهيوني الصفوي “
مهند أبو فلاح

الغزوة الفارسية التي امتدت إلى العراق و سورية و لبنان و اليمن و التي حذر منها سابقا في اعقاب غزو و احتلال القطر العراقي الشقيق جلالة الملك عبد الثاني بن الحسين المعظم في حديث ادلى به لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية في اواخر العام ٢٠٠٤ تدفعنا و نحن نحيي الذكرى السنوية السادسة عشر لتفجيرات عمّان الإرهابية إلى التساؤل عن تلك الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات ؟ و هل كان تنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هذه العمليات الإرهابية في ٩ تشرين ثاني / نوفمبر ٢٠٠٥ مجرد واجهة شكلية صورية لمثلث شيطاني استخباراتي ايراني أمريكي صهيوني .

القرائن و المعطيات المتوفرة لدينا تعزز هذا الاعتقاد و تدفع بقوة في هذا الاتجاه ليس فقط لان المجرمة الرئيسة ساجدة الريشاوي هي إحدى اقارب عبد الستار ابو ريشة رئيس ما يعرف بمجالس الصحوات الموالية للأمريكان بل لأن العروس المستهدف زفافها بالمقام الأول ناديا العلمي هي إحدى أقارب المرحوم موسى العلمي المناضل العربي الفلسطيني الذي شكل مصدر إلهام من الطراز الأول لرمز الحركة الوطنية الأردنية الشهيد البطل وصفي التل رحمه الله تعالى الذي قضى نحبه في ذات هذا الشهر عام ١٩٧١ .

موسى العلمي الذي ناضل بقوة في لندن دفاعا عن قضية فلسطين لدى الرأي العام الغربي على غرار المخرج السينمائي مصطفى العقاد في هوليوود و الذي ذهب هو الآخر بدوره ضحية هذه التفجيرات الإرهابية الغادرة لم يكن الغائب الحاضر الوحيد في هذه التفجيرات الإجرامية بل وحدتنا الوطنية التي أريد ضربها في الصميم فكثير من ضحايا هذه العملية كانوا من أولئك المواطنين الأردنيين العائدين من الكويت في اعقاب أزمة الخليج في مطلع تسعينيات القرن الماضي و لا يبدو أن هذا الاختيار لهؤلاء كان عبثيا عشوائيا .

السياسات الرسمية الأردنية على أعلى المستويات سعت جاهدة إلى احتواء هؤلاء و استيعابهم و صهرهم ضمن المنظومة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية الأردنية و هو الامر الذي وجد له اقوى و اوضح تعبير في اقتران جلالته بصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله و التي تتحدر في الأصل من ضاحية ذنابة – قضاء طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة مسقط رأس المناضل العربي الفلسطيني الفلاّح بامتياز و بطل الثورة الفلسطينية الكبرى من ( ١٩٣٦ – ١٩٣٩ ) بلا منازع المرحوم عبد الرحيم الحاج محمد .

إحباط التوجهات الرسمية الأردنية المتعلقة بتمتين الوحدة الوطنية و هو أمر لا يستفيد منه احد بالمقام الأول سوى الكيان الصهيوني و من لف لفه و دعمه و اسنده يقودنا حتما إلى الحديث عن مغزى اختيار فندق الديز إن في مدخل منطقة الرابية ليكون ثالث الاهداف بعد فندقي الراديسون ساس و حياة عمان في محاولة للتمويه على دور محتمل للموساد الصهيوني في تقديم الدعم اللوجستي لهذه الجريمة لاسيما أن الرابية تضم مقر سفارة الكيان الغاصب التي تعد واحدة من أخطر أوكار الجواسيس في الأردن كما أكدت ذلك حادثة مماثلة جرت قبل ذلك بعدة أعوام و استهدفت مناضلا عربيا أردنيا من أصول فلسطينية من أولئك العائدين من الكويت أيضا الا و هو الاستاذ خالد مشعل السلوادي رئيس المكتب السياسي السابق لحركة المقاومة الإسلامية ” حماس في ٢٥ أيلول سبتمبر من العام ١٩٩٧ و هو ما يؤكد أن الأمر يستحيل أن يكون عفويا او محض مصادفة و مجرد خبط عشواء في ليلة ظلماء .

ناهيك عن كل ما تقدم فإن وجود وفد عسكري صيني رفيع بين ضحايا التفجيرات يؤشر بوضوح إلى تلك الجهة المعنية بإفساد و إحباط التمدد الصيني في منطقة الشرق الأوسط كبديل محتمل على صعيد السلاح عن الولايات المتحدة الأمريكية يؤشر نحو جهة أخرى مستفيدة مما جرى تملك اذرعا استخباراتية في عموم أنحاء المنطقة العربية .

إن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة القائمة على اساس خلط الاوراق و تسويغ وجودها الاستخباراتي و الأمني المكثف عبر لعبة مزدوجة قذرة تقوم على اشعال الحرائق ثم لعب دور الاطفائي ضمن خضم سياسة الفوضى الخلاقة شيءٌ لا يخفى على الضالعين في العلوم السياسية و الأمنية في وطننا العربي الكبير لكن الأمر الخطير حقا هو أن الولايات المتحدة تمد يد المساعدة و العون لحكام طهران ليجدوا واجهة سنية أصولية متطرفة يمكن الاعتماد عليها في التستر على جرائمهم بحق الشعب العربي لم يكن لها أن تتمدد و تتوسع لولا الخطاب الشعبوي الحاقد الذي لا تمارسه قوى اليمين الأصولي الديني المعادي للعروبة و القومية فحسب بل أيضا تلك القوى الموسومة باليسارية الأممية و التي وفرت غطاءً كثيفاً للمشروع الصفوي تحت ستارة ما يسمى بمحور المقاومة و المممانعة الذي لا يعدو كونه سرابا مضللا مدمرا لا يقل خطرا عن التطبيع مع العدو الصهيوني.

اليوم و نحن ندعو إلى مواجهة العدو الصهيوني نستذكر شعبنا في العراق العظيم بوابة الأمة العربية الشرقية و هو يناضل بكل قوة ضد عملاء طهران الصغار الذين يسعون إلى النيل من جمجمة العرب و منع شعبها من الاضطلاع بدوره في مقاومة الخطر الصهيوني .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى