انهم يسجنون الأموات.. لكن اياكم ان تصفوهم بالارهابيين!! / طاهر العدوان

انهم يسجنون الأموات.. لكن اياكم ان تصفوهم بالارهابيين!!
انشغل العالم بتبادل التهاني بالعام الجديد فيما انشغل الفلسطينيون باستقبال العشرات من جثامين شهداءهم التي احتجزها الاحتلال الاسرائيلي … انهم يسجنون الأموات في اطار العقوبات الجماعية التي يفرضونها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية ، لأنه يتجرأ على مقاومة احتلالهم الممتد منذ اكثر من ٤٨ عاما ( لا شهر ولا شهرين ، لا سنه ولا سنتين !) . لم يكتف نتنياهو بإعدام الشباب الفلسطيني ميدانيا الذين فاضت صدورهم بما يقع عليهم وعلى شعبهم من ظلم فلم يجدوا غير ارواحهم الفتية يقدمونها للوطن بل انه يمارس التعذيب الجماعي لأسرهم وعائلاتهم باحتجاز جثامين ابنائهم لأسابيع طويلة . جثامين شباب ذنبهم انهم لجأوا الى الممكن من اساليب المقاومة للخلاص من الاحتلال .. مقاومة أقرتها جميع الشرائع الدولية واباحتها مواثيق الامم المتحدة واعتبرتها الشعوب المتحضرة حقاً يرقى الى القدسية .
بعض جثامين الشهداء هي لشباب وشابات في عمر الورود احتجزها الاحتلال منذ اكثر من شهرين ، لتدمير قلوب امهاتهم وأسرهم وتركهم يعيشون في مأتم طويل . اليس هذا تعذيبا وممارسة وحشية ضد الانسانية ؟. من يقول بغير هذا هو مؤيد لاحتلال الشعوب ، مناهض لمواثيق الانسان ، مناصر للفاشية والارهاب . وللاسف فان الجميع ، ومنهم دول العرب ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان وكل منظمات الامم المتحدة ، غارقون في صمت مدان ، لا انساني ، يشجيع حكومة نتنياهو على الاستمرار في جريمة سجن الأموات من الفلسطينيين ومواصلة ممارسة التعذيب ضد الأحياء من ذويهم بإخضاعهم لعقوبات جماعية .
لم تكتف حكومة الارهاب في اسرائيل بما تفعل من جرائم بل هي تتسلى في سادية غير مسبوقة في التاريخ ، اذ وبينما يحتشد الاف الفلسطينيين (ليشيعوا جثامين الشهداء التي أطلق سراحها ) في ظروف جوية شديدة البرودة ، يقوم الجنود الإسرائيليون بإطلاق الرصاص على مواكب التشييع ليسقط المزيد من القتلى والجرحى ، ودائما هناك الاكاذيب والحجج نفسها التي يعطي بها قادة الوحشية الحق لأنفسهم لكي يقتلوا ويجرحوا المزيد من الفلسطينيين . انهم يواصلون ارتكاب الجرائم لأنهم لم يجدوا من المجتمع الدولي ومن الامم المتحدة ومن العواصم الكبرى في مجلس الامن من يقول لهم : يكفي ، عليكم ان توقفوا القتل وترحلوا بجنودكم ومستوطناتكم وبكل ممارساتكم الإرهابية التي هي من أفظع الأساليب الوحشية التي مارسها النازي والفاشي .
يكفينا في هذه المنطقة النكبات الناجمة عن سياسة الكيل بمكيالين . الارهاب ليس في الرقة والرمادي فقط انما هو في جرائم احتلال اسرائيلي يعتقل الأحياء والأموات من الفلسطينيين . ومن العيب والعار ان يستمر هذا الصمت العاجز الذي يخشى حتى من وصف هذه الجرائم الجماعية بانها ارهاب ، فيما هي من ن ابشع انواع الارهاب ، لانها عقوبات جماعية يمارسها الاحتلال ضد شعب بأسره وعلى مدى ٦٨ عاما ، احتلال يرفض بصلافة جميع القرارات الدولية ويضع نفسه فوق القانون الدولي ومواثيق الامم وقوانينها ، بذرائع دينية ، بزعم انها تنفيذاً لنصوص توراتية وضعت منذ الاف السنين ، بينما هي في الحقيقة تجسيد لمشروع استعماري إحلالي إقصائي تم بتواطئ القوى المهيمنة و مصالحها ، مشروع ينتمي لحقبة الاستعمار البائد في القرن التاسع عشر . اليست هذه ( سلفية ) إقصائية عنصرية ارهابية وحشية بكل المقاييس !!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى