ما لم يُقَلْ في مسيرة داوديّة!

ما لم يُقَلْ في مسيرة داوديّة!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
حرِص #الكاتب على أوسع انتشار لمذكراته! ويظهر ذلك بوضوح في تعدد حفلات الإشهار. وبتقديري أنه حرص على أن يُطلع أوسع #جمهور على هذه التجربة، وهذا سلوك طبيعي يهدف إليه كاتب عن نفسه وخبراته، وكل صاحب #تجربة يميل إلى ذلك، خاصة أن القراءة ليست سلوك مواطنينا!
فالمواطنون ثلاثة: الأول؛ يعرف الكاتب ويبتهج لقراءته، والثاني؛ لا يهمه الكاتب والمكتوب ولا حتى نهج القراءة! والثالث؛ فريق قليل يبحث عن ذاته في كتابات الناجحين! لعل هذا التقسيم ما دفع #داودية وفريقه إلى تنظيم سلسلة لقاءات سمّيتها: الانتشار.
يحزن كل كاتب حين يطبع ألف نسخة في مجتمع العشرة ملايين، وبعد جهود يجد أن لديه فائضًا يزيد عن سبعمائة نسخة، عليه أن يتحمل مسؤولية تخزينها!
أتحدث بالمجمَل، وأنا أعرف أن داودية نجح في توزيع الآلاف دون مساعدة من دار النشر!
كتب كثيرون عن مسيرة داودية كتابات متفاوتة في قوّتها! وتحدث كثيرون عنها في مختلف الندوات وبتفاوت أيضًا، شاهدت إعلاميين محليين وعربًا يتحدثون عن الكتاب والكاتب! كنت أراقب ما يدور، فأنا على صلة شبه تاريخية مع الكاتب وخبراته ترجع إلى عام ١٩٧٤ كان فيها مناضلا يساريا شابّا يلفت الانتباه! راقبت ما يُكتَب عن داودية: سياسيّا وإعلاميّا، وثوريّا، وإصلاحيّا، وبرلمانيّا، ودبلوماسيّا ومسؤولًا، ولم يكتُب أحد عمّا يهم من جوانب أخرى مثل: داودية معلِّمًا، وداودية مُسائلًا، وهاربًا، ومختفيًا!
وكعادتي في كتابة ما لا يكتبون، وإنصافًا لتاريخ داودية وتاريخي، فقد قررت كتابة: داودية #المعلم!
داودية المعلم مدة أحد عشر عامًا رسميّا، وأعواما عديدة معلّم أبنائه الناجحين ممّن عرفت: عدن، وعمر وحسن. فأحد عشر عامًا هي ثلث الحياة المهنية للكاتب، وهي المصنع الذي أعدّه ليكون عاملًا مخلصًا مسؤولًا!
في كتاب داودية المعلم:
١-وظيفة المعلم الذي دخل القرى قبل الماء والكهرباء والأمن، فكان كل ذلك في قريته مسؤولًا عن طلبته ونظافتهم ودفئهم وإطعامهم بنفسه: حليبًا ساخنًا حتى تصبح وجهوهم كالشمندر دفئًا وبهجة! فقد أسقاهم من حليب، وآمنهم من دفء!
إذن: كشف لنا داودية هذا الدور للمعلم!
٢-تحدث داودية _ موثّقًا_ عن مدرسة الصفوف المجمّعة التي لا يعرفها كثيرون هذه الأيام، وهي غرفة صفية صغيرة تضم طلبة من صفوف مختلفة، وربما من الصف الأول حتى السادس، ويطلب من معلم غير مؤهل أن يدير حصة لمثل هذا التنوع، ما يعني أن داودية وثّق لأول تنوّع واسع في غرفة ضيقة!! وهذا دون شك درسٌ في المواطنة لا بدّ من أن يترك أثرًا في سلوك داودية واحترامه للتنوع!!
٣-عرض داودية لحياة المعلم القاسية: وحيدًا: طاعمًا لا مُطْعَمًا!! مُعِدًّا لكل حاجاته: (غسالةً، جلّايةً موقِدًا، مطعمًا، مقهًى، موطنًا، ساحةً) كان بذاته هو كل أدوات عصره، كان المشي وسيلة مواصلاته كسائر المعلمين!! وباعتقادي من هنا نشأت نضالاته لتأسيس نقابة للمعلمين، حين كان النضال جريمةً سياسية !
٤-أشار داودية إلى العلاقات الاجتماعية التي كان على المعلم بناؤها مع قادة الرأي العام طوال أحد عشر عامًا وصفها بأنها خليط من البهاء والعناء والتعب!! دون أن يبدي أيّ تذمّر منها! وعلى العكس كانت فرصة لبناء علاقات قوية مع المجتمع والزملاء! وبتقديري فإن داودية ردّ الجميل لكل مجتمعاته، مثل: تأسيس مركز شباب للدجنية، ودعْم قرية حمامة، وربما – وهاي من عندي – توسّط لعديدين داعمًا!!
وقبل ختام هذه المقالة السريعة فقد استلمت الكتاب أمس، وأودّ الإشارة إلى ظواهر ثلاث عبر الكتاب:
الأولى؛ أن الكتاب ركز على صعوبات المعلم الحياتية، ولم يبرز العملية التعليمية وطبيعتها وتحدياتها وما يتلقاه المعلم من الوزارة: دعمًا أو إهمالًا.
والثانية؛ كان الكتاب محقًا في إبراز فساد الإدارة التي تمثلت في مسؤول فاسد يريد أن يقوّم أداء داودية كونه معلّما! وهذا فساد ما زال حتى الآن، يجعل المعلمين أسرى لسطوة مدير.
والثالثة؛ تتمثل في الحلول التربوية التي ابتكرها داودية في كتابه، مثل: تطبيق إلزامية التعليم، وإنزال طالب من سيارة التجنيد عنوة!
وبعد؛
فقد تختلف مقالتي عن كثير مما كُتِب، ولكنني على ثقة من أن أبا عمر سيقبلها من محبّ!!
وأخيرًا! وزارة التربية! المعلمون وأنا منهم، لا بد من الاطلاع على داودية المعلم: مسيرة معلّم مثابر!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى