كتب خالد الزبيدي
تعتبر الاستثمارات الكويتية في الاردن الاكثر حضورا وتنوعا في القطاعات الرئيسة المصرفية والتعدين والاتصالات والعقار والخدمات، وتقدر اوساط غير رسمية اجمالي استثمارات الكويتيين بحوالي 10 مليارات دولار، وتضم استثمارات مؤسسية وفردية، حيث ساهمت الكويت في مشاريع التعدين الرئيسة والمصارف الكبرى وقطاع الاتصالات حيث تشكل زين جوهرة قطاع الاتصال من حيث الخدمات والانتشار وهي قاعدة القطاع بخدمات عصرية متنوعة وكفؤة ومرونة عالية في المنافسة وتقديم اسعار منخفضة على المستوى الاقليمي.
ويؤكد اقتصاديون ومراقبون ان الكويت التي تتمتع بقدرة عالية في ادارة استثماراتها وتنويعها جغرافيا وقطاعيا تدرس بعناية وجدية توجيه قسم من استثماراتها الجديدة في الاردن نظرا للبيئة الاستثمارية المتطورة والخدمات المساندة، والاستقرار السياسي والاقتصادي والنقدي الذي يشجع صاحب القرار الاستثماري الكويتي الرسمي والخاص الاهتمام بالمشاريع المطروحة امام المستثمر العربي والدولي في قطاعات مختلفة، وهذه المشاريع بعيدة كل البعد عن استثمارات الاقتصاد الافتراضي المالي الذي انتشر في الغرب والدول الصناعية واودى بمئات المليارات من الدولار لدول الخليج العربي خلال الستوات القليلة الماضية بخاصة خلال الازمة المالية العالمية وتداعياتها المستمرة وتنتقل من دولة الى اخرى ومن قطاع الى قطاع آخر، وهو ما يضعف عزيمة المستثمرين وتدفعهم للتحوط لحماية اموالهم واستثماراتهم.
وفقا للمعايير المعتمدة بالنسبة للاسعار في الاقتصاد الاردني فان اسعار الاسهم في بورصة عمان مجزية وجاذبة للمستثمرين لاسيما وان الشركات العاملة والمدرجة اسهمها في بورصة عمان تعد حقيقية ورابحة وان كانت قد سجلت انخفاضا خلال العامين الماضيين الا انها مستمرة في اعمالها وان القيمة السوقية لمعظمها تقل كثيرا عن قيمتها الدفترية، اما السوق العقارية التي ارتفعت خلال سنوات الفورة الا انها ما زالت الاقل بين دول الاقليم وذات مردود عال ويشجع المستثمرين سواء في العقارات التجارية او السكنية والصناعية.
وفي هذا السياق فإن العلاقة الاخوية التي تربط قيادة البلدين في الاردن والكويت هي الميزة الاساسية التي اسهمت في تطور العلاقة ومتانتها، ان البيئة الآمنة والجاذبة وكذلك التسهيلات المميزة التي تقدمها الحكومة جعلت من الاردن مناخا جاذبا للاستثمار ومقصدا للمستثمرين الكويتيين للدخول في مختلف المشاريع الاقتصادية.
كما ان خريجي الجامعات الاردنية من الطلبة الكويتيين يعكس الصورة المهنية والكفاءة بما اكتسبوه من مخرجات تعليمية عالية الجودة استفادت منها المؤسسات الكويتية الحكومية والخاصة التي التحقوا بها بعد تخرجهم.
ورغم محدودية السوق الاردنية الا ان المملكة ابرمت خلال العقد الماضي سلسلة من الاتفاقيات الثنائية والمتعددة تسمح للمستثمرين الوصول الى اسواق تقليدية وجديدة تشكل الجزء الاكبر من العالم في مقدمتها اتفاقية التجارة الحرة الاردنية الامريكية واتفاقية الشراكة الاردنية الاوروبية واتفاقيات النافتا والافتا والاردنية التركية الى جانب اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبري وغيرها، الامر الذي يساهم في اندماج الاقتصاد الاردني مع الاقتصاد العالمي.
أ.ر