روحي لهم إذا ضاق بهم وطني !! / عبد المجيد المجالي

روحي لهم إذا ضاق بهم وطني !!
واهم من يظن أن العيب يقتصر على الفسق والتعري والمجون والإنفتاح الذي لا تحكمه ضوابط ، فثمة عيب أدهى من ذلك وأكثر بشاعة !!

العيب هو أن لا يترك المسؤول الأردني فرصة دون أن يمارس فيها التسول ويستدر عطف الآخرين على حساب إستضافة هذا البلد الطيب للأشقاء السوريين !

العيب هو أن تنشغل فرق مكافحة التسول التابعة لوزارة التنمية الإجتماعية في ضبط المتسولين الصغار الذين يتسولون لحسابهم الخاص ولا يسيئون سوى لأنفسهم، فيما تنسى هؤلاء الذين يتسولون بإسم الوطن والشعب فتشملنا الإساءة جميعاً !

العيب هو أن تنشر صحيفة محلية في ظل موجة التسول الرسمي خبراً بعنوان “بلدية الخالدية تواجه صعوبة في جمع نفايات 10 آلاف لاجئ سوري” ،وكأن الخالدية أو غيرها لا يسكنها سوى شقيقنا السوري ! أو كأن النفايات لم تكن منتشرة في معظم محافظات المملكة قبل مجيء السوري الذي أفسد علينا حياة الأنبياء والصديقين التي كنا نعيشها !!

مقالات ذات صلة

العيب هو أن “ندق صدورنا ” ونستعرض شهامتنا في البداية فنستضيف الأشقاء الذين لم يأتوا إلينا من باب السياحة أو “فضاوة البال” وإنما بفعل الظلم والإضطهاد ،ثم نتبرم لاحقاً من إستضافتهم ونضيق بهم ذرعاً فنكون كمن إستقبل ضيفه بحفاوة ثلاثة أيام وفي اليوم الأخير (جزء من النص مفقود) !!

العيب هو أن يداري المسؤول عجزه عن تنفيذ المهام الموكولة إليه فلا يجد سوى الشقيق السوري شماعة يعلق عليها فشله الذريع، العيب أن يصير الشقيق السوري سبب مصائبنا الكثيرة وخيباتنا الكثيرة ووجعنا الكثير !!

كمواطن أردني أعتز وأفتخر بأردنيتي وأعتز وأفتخر أكثر بأنني إبن لغة القرآن الكريم فإنني أؤكد أن الأشقاء السوريين لم يضروني أبداً ولم يزاحموني على مأكلي ومصدر رزقي ، فلا المأكل بالمجان ولا الوظائف كانت موجودة قبل قدومهم ..

كمواطن أردني ولدت في بلد قدره أن يكون أرض الحشد والرباط وبيت العروبة ومستقرها أؤكد أنني لا أعترض أبداً على وجود السوري في وطني ولا أعتبره سبب العجز والمديونية والفساد والفقر والبطالة وإنما السبب يكمن في السياسات البالية والأساليب المتحجرة والوجوه التي عفا عليها الزمن وتجاوزها التاريخ !!

كمواطن أردني يؤمن بأن الشهامة والتضحية والإيثار مكون رئيسي في حليب الأمهات فإنني لم أضق ذرعاً بالأشقاء السوريين أبداً، وروحي لهم إذا ضاق بهم وطني !!

اظهر المزيد

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى