في اميركا: أقتل غزالا تسجن في ! / خالد عياصرة

في العام, الماضي, تحديدا في شهر مارس, خرجت مع صديقي لتعبئة سيارته بالبنزين, كان الثلج يتساقط في كولارادو, بغزارة.
دخل صديقي إلى محطة الوقود, وخرجت أنا لازالة, الثلج عن الزجاج السيارة
في لحظة, من العمر, مر مرور السحاب, مسرعا, ثمة سيارة شرطة خاصة بالحيوانات تلحق به, من أحد نوافذها خرجت فوهة بندقية تخدير, بغية السيطرة عليه, إذ يمنع قتله, أو ايذاءه.
خرج صديقي ضاحكا, ويقول” أشاهدت ذلك ؟ قلت نعم, وانا اشعر بالخوف, أسد طليق مر من أمامي, هرب من غابات كولارادو الواسعة, مستغلا, دون أن يلحظه, أحد, تساقط الثلج, هي المرة الأولى التي اشاهد بها اسدا حقيقيا, فرصة لن تتكرر.
في اميركا والتي تعد محمية طبيعية, حقيقية, يتم,الحفاظ على جماليات الطبيعة, وتنوع البيئات فيها, في المدن كما الارياف, فكما وطن للشعوب التي تسكنها, هي وطن للحيوانات التي تعيش فيها, لها حق, كما للشعب.
لذا من الطبيعي جدا أن ترى غزالا, يتقافز بين الاشجار, أو أمام السيارات, من الطبيعي أن تعطل حركة السير, لأن غزال يريد أن يقطع الشارع, أو بطة, أو سنجاب, أو ضريان.
من أراد أن يسجن, ما عليه, إلا ان يقتل حيوانا, أو يتسبب بيذاءه بقصد.
هنا, سيقف امام القاضي, الذي لن يرحمه, ويعاقبه بالسجن, وبعد خروجه, سيتم إجباره على خدمة المجتمع في ساعات معينة.
في العام الماضي حكم على رجل من مدينة شيكاغو, بالسجن 6 اشهر, لانه لكم كلبه بيده, مما تسبب في إصابة عينه.
في الاردن الصورة مقلوبة, اقتل غزالا تفتح لك الحدود لتهرب, قتل حيوان نادرة يعتبر فعلك هواية !
سيما في ظل وجود ” بعض ” ممن لا يخاف الله من شباب الأردن, يفتح الابواب, لهواة صيد الغزلان النادرة, مع ان ثمة قوانين تمنع ذلك, الا ان القوانين ضربت عرض الحائط, فدخل الهواة, وخرجوا دون مسائلة, أو مراقبة وكأنما المنطقة خاضعة لهم لا للدولة. ما جدوى القانون إذن ؟
المصيبة الأكبر أن المنطقة التي تم اصطياد الغزلان فيها حدودية حساسة, الأصل انها منطقة خاضعة للجيش, لا يسمح الدخول اليها.
فهل القانون في الاردن أوجد لافراد معينين دون سواهم, أم تراه يطبق على الجميع. أليس الذي يزور أي دولة يخضع لقوانينها وانظمتها, هل القوانين, الأردنية, تنطبق على من يزور البلد من دول الخليج مثلا, أم تراهم فوق القانون ؟
إلى جانب هذا, إن كانت الحكومة غير قادرة على مراقبة هذه المنطقة الحساسة, فهذا يعني خضوعها, لسيطرة للإعلان و عصابات تهريب المخدرات, والأسلحة خصوصا لعصابات الإرهاب في داعش وجبهة النصرة وغيرها.
هذا هو الوجه الآخر لأميركا, فما الفرق بينها وبين دولنا ؟
‫#‏خالدعياصرة‬
Kayasrh@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى