البنزين الرديء وتلف البواجي والمحرك .. من ينصف المواطن ؟

سواليف – فادية مقدادي
قررت مديرة عام مؤسسة المواصفات والمقاييس المهندسة رلى مدانات ، قبل يومين ، إحالة دراسة تعديل القاعدة الفنية الخاصة بالبنزين للجنة الفنية المختصة لإضافة نسبة الحديد في البنزين.
قرار مديرة المواصفات جاء بعد ظهور نتائج فحص عينات البنزين المستورد والمحلي، التي تبين أثر وجود المعادن في البنزين على بواجي السيارات والذي تم في مختبرات خارج الأردن .
كما قررت المؤسسة فحص نسب المعادن والمواد الموجودة أصلا في البنزين مثل الكبريت أو المضافة إليه لرفع رقم الأوكتان مثل المنغنيز والحديد ، في البنزين المستورد والمحلي في المختبرات المحلية في حال أمكن تطوير هذه الفحوصات أو خارج المملكة في حال لم يتوفر الفحص في المختبرات المحلية، وذلك لحل هذه المشكلة نهائيا والحيلولة دون تكرارها.
التحرك من قبل مؤسسة المواصفات والمقاييس جاء بعد شاوى متعددة من المواطنين من تلف البواجي المتكرر واحتراقها ، اضافة الى ملاحظة تغير في صوت محرك المركبات ، والذي عزاه مختصون الى وجود نسبة اعلى من الكبريت والحديد والمعادن المضافة الى مادة البنزين المستخدم في الأردن ، خاصة بنزين اوكتان تسعين الأكثر استهلاكا محليا ، عدا عن ملاحظات سابقة ومنذ شهور عن تغير في رائحة البنزين التي تعود عليها المواطن في الأردن ، ورغم تأكيد المواصفات والمقاييس أن تغير الرائحة لا يؤثر على جودة البنزين ، إلا أن المشاكل في المركبات والشكاوى بدأت تتصاعد وتتكرر منذ ان لاحظ المواطن التغيرات في البنزين .

وحسب تقرير يظهر نتائج فحص عينات 90 وتم تسريبه ، فقد أظهرت نتائج فحص عينات البنزين التي أُرسلت الى العاصمة التشيكية براغ لفحصها بعد شكاوي من تغير مواصفات البنزين وتلف شمعات الاحتراق، أظهرت أن نتيجة عينة بنزين اوكتان 90 الخاص بشركة جوبترول التابعة لمصفاة البترول الاردنية غير مطابق للمواصفات والمقاييس.

وأظهرت النتائج التي أجريت في مختبر SGS المتخصص بفحص المحروقات، أن عينات بنزين جوبترول تحتوي على نسب مرتفعة مادتي الكبريت والمنغنيز في مركباته، وهي نسب سمحت الحكومة للمصفاة باستخدامها في تكرير البنزين .

وبينت نتائج فحص شمعات الاحتراق “البواجي” ان المواد المتراكمة على رأس شمعة الاحتراق والتي سببت تلفاً لها في وقت قياسي هو بفعل ارتفاع نسبة الكبريت والمنغنيز، وذلك في النتائج التي وصلت في التقرير بتاريخ 4/11/2018 والتي تم الكشف عنها بحضور ممثل نقابة اصحاب محطات المحروقات وغياب ممثل مؤسسة المواصفات والمقاييس، الذي غاب عن محضر الاجتماع بدون عذر.

مصفاة البترول الأردنية وبعد تسريب نتائج الفحص ، سارعت إلى إصدار بيان بينت فيه أن شكاوى الترسبات على ‘‘البواجي‘‘ ظهرت بعد استيراد البنزين .
وأضافت المصفاة ، على لسان الناطق الإعلامي باسم شركة مصفاة البترول الأردنية حيدر البشايرة، ان شكاوى ظهور ترسبات على شمعات الاحتراق “البواجي” في محركات المركبات ظهرت مع بدء استيراد البنزين للمملكة.
وأوضح ، أن هذه الترسبات تؤدي إلى تدني كفاءة المُحركات وتعطلها نتيجة تراكم ترسبات عالية لمادة الحديد على شمعات الاحتراق.
وأكد البشايرة، على ان مصفاة البترول لم تقم سابقا “ولا حاليا” باستخدام مادة الحديد “Ferrocene” بغرض تحسين أوكتان البنزين، بعكس ما يتم من قبل بعض الشركات التي يتم استيراد البنزين منها للمملكة.
وأعاد التأكيد على ان المصفاة دأبت على انتاج البنزين خلال ما يقارب 60 عاما دون ظهور مثل هذه المشاكل، منوها الى ان مواصفة البنزين لا علاقة لها بهذه الترسبات.
واقترح بعدم السماح باستيراد البنزين الذي يحتوي على “مُركبات الحديد” لحل هذه المشكلة، اذ أن هذه المادة رخيصة الثمن ولها آثار سلبية على المحركات.

ما لاحظه المواطن خلال الأيام الماضية ، أن جميع الجهات المسؤولة في هذه القضية تحاول تبرئة نفسها والتنصل من المسؤولية ، وإلقاء اللوم بعيدا عنها ، ورغم تدخل مؤسسة المواصفات والمقاييس متأخرا ، وتوقعات بتأخر نتائج الدراسة التي ستقوم بها لتعديل القاعدة الفنية الخاصة بالبنزين للجنة الفنية المختصة لإضافة نسبة الحديد في البنزين ، واستمرار استهلاك البنزين الذي يؤدي الى تلف البواجي والمحركات في السيارات ، فمن ينصف المواطن الذي يدفع مقابلا كبيرا لسعر لتر البنزين هو الأعلى عالميا ، وفي المقابل يحصل على بنزين رديء يسبب له مشاكل في مركبته ، ليتحمل المزيد من النفقات التي ما عاد الماطن قادرا على تحملها ، في ظل ارتفاع الأسعار المتواصل وفرض الضرائب .

من ينصف المواطن ، ويعوضه عن خسائره ، واعطال مركبته ، وهل هناك جهة في الأردن تستطيع أن تسانده ، في ظل التسويف الحكومي لإظهار النتائج ، والتي في العادة تظهر ولا تحمل اي جهة المسؤولية ، ليضيع حق المواطن بين أكثر من جهة لا تملك الموضوعية للاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية ؟

من ينصف المواطن ، بسبب قرارات حكومية كانت ولا زالت تصب في مصلحة أصحاب رؤوس الأموال والذين يبحثون عن الثراء ، بغض النظر عما يسببه ذلك من أضرار وظلم ؟
كلمة أخيرة إلى المسؤولين في الوطن ، ابحثوا عن المستفيدين من هذه القضية ، ستعرفون المسؤول عنها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى