تراجع الكثافة الدينية عروبة واسلام..الواقع والمآلات..؟.

تراجع #الكثافة #الدينية #عروبة و #اسلام..الواقع والمآلات..؟.
ا.د حسين محادين

الراصد الاكاديمي لتأثيرات الأديان التي نتمثل ونحترم،لانها مستودع قِيمي جمعي ومعنوي قد شكل دافعا فكريا قويا للتطور، ومبرا مقنعا لتقديم التضحيات ،تعبيرا جادا لنشرها بين ابناء وشعوب امتنا العربية الاسلامية كجزء من الانسانية عموما.

اما اليوم فيمكن للباحث العلمي أيضا ان يلمس بجلاء الفرق الواضح والمعيش بين قوة تلك الطاقة، والادوار الروحية والمعنوية التاريخية لدافعية العروبة والأديان في مسيرة امتنا، ووتراجع تأثيرهما حاليا في توجهات وشكل تمثل شعوبنا لهذه الروحية، فكرا وممارسات نحو ضرورة رفضنا عربا ومسلمين لكافة اشكال الظلم والتهميش الدولي لأدوارنا في الشأن الحياتي العام إن كنا مؤمنين حقا بحرياتنا، وحقوقنا في العيش التشاركي الكريم – المتراجع كحكوماتنا العربية، فكرا ،علوماً،وممارسات ديمقراطية – فهو حق مقدس -مقارنة مع ما يقرره السياسين الدنيويين النفعيون المتكيفون حاليا مع الامر الواقع ،جراء ضعفا مع ما يريده الأخرون العالميون المسيطرون عولميا علينا، ولو كان بالضد من طموحات وهوية اهالينا في الوطن العربي المسلم ومقدراتنا ومواردنا البشرية المسلوبة الارادة من الجوع الى الماء .

وبالترابط مع ما سبق، نلحظ كيف ان قيم الحياة المادية والرقمية/التكنولوجية المجردة من الحس الانساني التي تسود حياتنا عربا ومسلمين هذه الايام ، قد جعلتنا مستلبين من قيم التضحية والقتال كسبيل شرعي لإسترجاع اراضيا وثرواتنا المحتلة، خشية نعتنا بالتطرف والاهاب، الامر الذي حرمنا ايضا من حقنا في الاعتزاز بهويتنا العربية الاسلامية النبيلة من جهة، ومن الجهة الثانية جعلتنا هذه المعطيات المّرة، عاجزين جراء تخلفنا الفكري والسياسي والحياتي معاً، عن التساوق ولا اقول منافسة العالم في الحريات المشتهاة والتطور العلمي المامول، فغدونا اتباعا افرادا وحكومات للسطوة الغربية المعولمة للاسف.

مقالات ذات صلة

ان استمرار تراجع الكثافة الدينية عروبة واسلام حاليا بمعانيهما المنفتحة على العلم والعالم بقطبه الواحد للآن، لن يساعدها اذا استمر الحال على ما هو عليه حاليا -على التحرر والاحساس بهويتنا الحضارية التي ساهمت عبر التاريخ في خدمة البشرية، مقابل استمرار تسيّد القيم المادية والرقمية الغربية المعولمة ،والمجردة من الحس الانساني في هذا الكون من قيم وحق الشعوب في الاستقلال، وحرية التصرف في مواردها البشرية والطبيعية كجزء من البناء الانساني والحضاري المفترض، جراء تشبث واستئثار دول العولمة بمصلحها في استمرار استغلالها للموارد المختلفة للشعوب ومنها العرب والمسلمين تحديدا.
ان هذه التحديات الفكرية والاقتصادية العلمية والحياتية الاشمل، تُعد واحدة من المهددات الفكرية المتنامية للتماسك الوجداني الجمعي العربي المسلم الواعي، الذي كان يُمدنا بالقوة والجرأة عند دفاعنا وتضحياتنا الايمانية عن حقوقنا ومواردنا واراضينا المستلبة كتعبير اجرائي واعي ومؤمن بأهمية تنمية وتطوير طرق اعتزازنا بهويتنا الانسانية و بحضورنا الحضاري الفاعل كجزء من البشرية كما نعمل ونأمل كي يكون…وماذا نحن فاعلون افرادا،حكومات وسلطات روحية ذابلة..،؟.
*أستاذ علم الاجتماع-جامعة مؤتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى