*سواليف
مقال الثلاثاء 4-7-2023
تذمّر من التنمّر!!
اذا صدقت المعلومات والأخبار المتداولة أن الحكومة تقدّمت بمشروع قانون يشدد تغليظ العقوبات على وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تعديلات على قانون الجرائم الإليكترونية بحجّة تعرّض الحكومة ورئيسها والنواب ورئيسهم للتنمّر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ، نكون بهذا التعديل قد انحدرنا وغيرنا تصنيف الحكومة من حكومة فاقدة الولاية الى حكومة “ال كي جي 1”..استاذ ضربني! استاذ بتمسخر علي!..استاذ بتجقّم علي..استاذ بعطني!…الخ من إغراق القضاء بقضايا “هايفة” لا ترتقي أن ترفعها الحكومة ولا الحق العام على حق الناس بالتعبير.
حكومة أضرب واطرح وتقع على عاتقها مسؤولية بلد بأكمله..تخشى من التنمّر؟؟ ما هذا؟ أين نحن؟ ومن ذا الذي أجلسوه في مقدّمة القاطرة ان كان يخاف من الصافرة.. في أوروبا وأمريكا وكل ديمقراطيات العالم يرسم رئيس الدولة _ وليس النائب أو رئيس الوزراء_ بأشنع الرسوم الكاريكاتورية وتطلق عليه أقذر النكات ومع ذلك لا يشكو رئيس الحكومة الشعب للقضاء بحجة التنمر..
أنا العبد الفقير الى الله من خلال مسيرتي الصحفية منذ عشرين عاماً، تعرّضت لكل صنوف الايذاء اللفظي ،من شتم وتخوين وتحقير وتكفير وتهديد وإهانات وأحياناً وصلت الشتائم بعض أفراد أسرتي ، لم أتقدّم بشكوى واحدة الى القضاء…وأمامكم سجلّي القضائي وأسماء هيئة الدفاع التي تتولى الدفاع عني اسألوهم ، لم أشتك يوماً على قارىء أو متابع مهما بلغت اساءته لي معتقداً بأني أصبحت شخصية عامة وعليّ أن أتحمل كل الآراء والانطباعات ولغات التعبير حتى لو كانت رديئة ومنحطة..
اذا التكفير والتخوين والشتائم والتهديد لم نرها اسباب موجبة للجوء للقضاء…هل أذهب بحجة التنمّر؟ تخيّلوا ان أقف أمام القاضي..سيدي هظول بحكوا علي بقول عني أبو خشوم..او أبو راس..سيدي هظول بتنمّروا علي!!..
حكومة تشكو التنمّر؟ يا عيب العيب
الفاتحة على روح الحريات
أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
المحرر
نعتذر عن النشر …