ويسألون .. لماذا ستقاطعون !؟ / هشام الهبيشان

ويسألون .. لماذا ستقاطعون ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية !؟
أن يتسابق مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية بالأردن ،على افتتاح مقاراتهم الانتخابية ،لالقاء الخطب الرنانة ،فهذا طقس اعتدنا عليه فهو من طقوس ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية ،ولكن السؤال الرئيسي هنا والذي يستحق أن يطرح اليوم هل يعلم هؤلاء المرشحين “الذين يتوراثون بمعظمهم”عبر المال الاسود أو عبر العصبيات القبلية “كراسي ما يسمى بمجلس النواب الأردني “بحال الشعب العربي الأردني اليوم ،هل يعلمون أن ظاهرة الإحباط والقبول به ،هي أخطر ما يمكن أن يواجهه أي مجتمع أو دولة ،وهذه الظاهرة بدأت اليوم تطغى على حال طيف واسع من المجتمع الأردني ، نتيجة إفرازات الواقع المعاش ، وتراكم الكبت الذي أصبح مركباً ومعقداً للغاية ، كنتيجة لإفرازات حجم الظلم والتهميش الذي تتعرضُ له طبقات مختلفة من المجتمع الأردني اليوم ، فاليوم يمكن القول بهذه المرحلة تحديداً، إن طيف واسع من المجتمع الأردني مازال يعيشُ بين أرث الماضي القريب الذي تميّز بعيشه بواقعٍ مرير، وهضم لكامل حقوقه، وبين حاضر وواقع مؤلم تمثل بنظريات الإقصاء والتهميش لقطاعٍ هام من نُخب المجتمع الأردني وتواكب هذا الشيء مع أزمات وظروفٍ خانقة، يعيشها المجتمع الأردني هذه الأيام،فأين كانوا هؤلاء النواب عن معانأة الشعب العربي الأردني عندما كانوا نواب واليوم اصبحوا مرشحين تحضيرآ للعودة لما يسمى بمجلس النواب الأردني لكسر الارقام القياسية بعدد المرات التي فازوا بها بما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية .

هل يعلم هؤلاء المرشحين،أننا نحن بالأردن ،لدينا أزمات عديدة، ويجب ان نعترف بها اليوم قبل أن نسقط بمتاهات الفوضى،هل يعلمون بأنّنا لدينا غياب شبه كامل لمفاهيم الديموقراطية والحكم التشاركي الذي أساسهُ “الشعب”، هل يعلمون بوجود سياسات الحكم البوليسي القمعي للرأي الآخر،وهل يعلمون بسياسات الفساد والأقصاء والغياب الكامل لمفاهيم العدالة ،فنحن بالأردن جميع أزماتنا سببها سياسي بالدرجة الأولى ،وليس أقتصادياً كما يتحدث البعض، ومن ينظر لحال الشباب الأردني اليوم سيدرك أن أزمتنا أزمة سياسية ،فهل يعلم مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية ،إنه اليوم قد انتشرت بين الكثير من الشباب الأردني حالة الاحباط جرّاء البطالة والفقر وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضهُ وسيلة للخلاص إلّا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي، فاليوم نرى حالة غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف بين صفوف الشباب الأردني ، إضافة إلى أنتشار آفة المخدرات بشكلٍ كبير وملموس بين الشباب، ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر .. عنف مجتمعي – عنف جامعي – ازدياد حالات الانتحار -الأزمات الأخلاقية و … ألخ، والتي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الأردني وأخصّ فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة الفاسدين والمفسدين الذين قتلوا وحطموا مستقبل الشباب الأردني،وبعد كل هذا يأتي هؤلاء المرشحين ،لينادوا ويطالبوا الشباب أن يكون لهم دور بإعادة هؤلاء لما يسمى بمجلس النواب الأردني.

هل يعلم مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية ،أنه لليوم يتم التغافل من قبل حكوماتنا “الجليلة النزيهة الشريفة “عن محاكمة الفاسدين والمفسدين والمتورطين بقضايا عطاء المطار وأراضي معان وسكن كريم وشركات البوتاس والإتصالات وأمنية والفوسفات والكهرباء والأسمنت وميناء العقبة و أمانة عمان والبلديات والملكية الاردنية، وبيع مبنى مديرية التنمية الاجتماعية، وصفقات دبي كابيتال، وعطاء مصفاة البترول، وشركة توليد الكهرباء وكهرباء اربد، وفضائح الأستثمار واراضي الديسي والجفر ، وحصص الحكومة من الأسهم في كل من بنك الأسكان وبنك القاهرة – عمّان ، وبنك الصادرات والتمويل، وبنك الإنماء الصناعي واراضي ألاغوار ، ومصنع رب البندورة في الأغوار، والألبان الأردنية والبتراء للنقل، والأجواخ الأردنية، والدباغة الأردنية والخزف الأردنية، والعربية الدولية للفنادق، والأردنية لتجهيز الدواجن ومصانع الورق والكرتون، والمؤسسة الصحفية الأردنية، والكازينو ومؤسسة سكة حديد العقبة، وقضايا المخدرات، والرشى، والعطاءات الحكومية،والفساد الإدراي ،والتنفيع ،واستغلال الوظيفة العامّة ، و… ألخ.

هل يعلم مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية،بالقوانين الإخيرة التي ضيقت على حرية الإعلام والإعلاميين والصحافة والصحفيين ،لتؤكد بما لايقطع الشك إن ازمتنا بالأردن هي أزمة سياسية بالدرجة الأولى ،فاليوم نرى بشكل غير مسبوق تضييق كامل على حرية الإعلام ،وهناك عشرات القضايا المنظورة أمام القضاء و التي يحاكم بها إعلاميين وصحفيين اليوم بالمحاكم الأردنية،والهدف هو ترويع وترويض الإعلام ذو الرأي الأخر ،ولكن هل تعلم الحكومة ومن أمامها النظام الأردني وبعض الاجهزة الأمنية ،أن كثرة الضغط على حرية الإعلام ستولد الانفجار،وعندها لن يمكن بأي حال من الآحوال ،ضبط واقع الإعلام لا داخليآ ولاخارجيآ .

مقالات ذات صلة

هل يعلم مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية، بالتحديات والمحددات والأزمات التي تواجه الشباب الأردني بهذه المرحلة والتي أفرزت سياسة التهميش “الممنهجة والمقصودة” لقطاعٍ واسع منهم، وهذه المسألة تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي لحكوماتنا ” الجليلة النزيهة الشريفة “، كما تتعلق ببناء الخطط التنفيذية لاحتواء الشباب الأردني، ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة ،وهذه الضغوط التي يتعرض لها الشباب الأردني اليوم لايمكن أبداً التنبأ بنتائجها المستقبلية بحال أنفجارها.

هل يعلم مرشحي ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية ،أننا اصبحنا نعاني في الأردن من أزمة قديمة جديدة مستعصية وهي أزمة “توريث كراسي الوزرات والمناصب العليا بالتقادم “، فازمة توريث كراسي الوزارات والمناصب العليا، اصبحت ازمة مستفحلة وعصية عن الحل ، فقد أصبحت بعض كراسي الوزرات والمناصب العليا هي كراسي متوارثه لأبناء بعض العائلات، فهؤلاء كما يعتقدون أنهم أغتصبوها وسلبوها عنوة، نتيجة لمفهومٍ خاطئ علق باذهان هؤلاء، وهو إن المناصب تشريف وليست تكليف، فورّثها هؤلاء بكل سهولة وورّثوها لمن تبعهم ،وليستمر مسلسل “توريث الكراسي لابناء بعض العائلات بالتقادم “، والخاسر الوحيد من كل هذا ، هو المجتمع الأردني الذي نراهُ اليوم يتحملُ عبئ كل من أفسد وفسِد بهذه البلاد.

ختامآ ،هذا هو حال الشعب العربي الأردني اليوم، فالدولة الأردنية تعيش اليوم بكل مكوناتها بوضع خطير جدآ وبظواهر لايمكن أن يسكت عنها ،ولا يمكن لأي حر وشريف أن يسكت عنها ،لأن السكوت عنها بهذه المرحلة ، هو خطيئة وجريمة كبرى لاتغتفر بحقّ الأردن وشبابه ومجتمعه وأرضه ومستقبله ،وبعد كل هذا ،يأتي البعض ليقول لماذا ستقاطعون ما يسمى بالانتخابات النيابية الأردنية ؟؟،الجواب يعرفه معظم الأردنيين..
*كاتب وناشط سياسي –الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى