انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي ، مقاطع فيدو لشباب يعصبون اعينهم ، و يحملون لافتات كتب عليها عبارات من نوع ، ” انا مسلم ظلموني وقالوا عني ارهابي ، اذا كنت لا تراني ارهابيا عانقني ” . فيتجمهر الناس حولهم بوجوه يملؤها التأثر ، ويبدؤون بمعانقة هؤلاء الشباب ، ونحن بدورنا تقشعر قلوبنا و نعجب بإقدام هذا الشاب الشجاع ، يستقر في اذهاننا ان الاسلام والانسان العربي ما زالا يحظيان بقبول في العالم … فالاسلام دين سماحة كما نعلم .
بالمناسبة هذا الشاب ليس شجاعا … و هذا الفيديو لا يبين سماحة الاسلام … هو يبين سماحة الغرب … وقدرتهم على تقبل الاخر … يحضنونه رغم مايسمعونه عن المسلمين في وسائل اعلامهم التي شوهت و قلبت الحقائق عن العرب و المسلمين ، هؤلاء الغربيون عرفوا حقا معنا التسامح وقبول الاخر .
كنت اتمنى ان ارى صهيونيا يريد ان يختبر قبولنا للآخر ، يغطى عينيه ، و يقف في عمان عند دوار الداخلية ، وويحمل لافتة كتب عليها عبارة ” انا يهودي اذا كنت لا تراني ارهابيا احضني ” هل سيتجمهر الناس حوله و يتناوبون على عناقه ؟؟ اعتقد انه سيقطّع الى اشلاء في لحظات . هل هذا يعني اننا لانتقبل الاخر ؟؟؟ .
كيف نتقبل هذا الاخر وقد ظلمنا والقهرنا وقتل ابناءنا واغتصب ارضنا وما زال يجثو على قلوبنا ويدير مذابح قتل فيها مئات الالاف من الضحايا في كل الدول الشقيقة .
بعض الآلآم لا يمكن تحملها ، و بعض الخطايا لا تغتفر . نحن لا نتقبل الآخر لانه طعننا في القلب طعنة موجعة مع سبق الاصرار و الترصد … جريمة مع كاملة أدلة الادانة والاهانة . انا شخصيا سأكون اول من يمسك سكينا ، ويطعن ذلك الصهيوني الذي سيحاول اختبار قبولنا للتطبيع مع الاخر . تحية لمعلمي الكرك الذين رفضو التطبيع ، وعاشت فلسطين حرة عربية .
محمد المجالي
moh.majalii@gmail.com
