أيُّها الغزّيُّ الضاربُ في الضياع / كامل نصيرات

أيُّها الغزّيُّ الضاربُ في الضياع
تنامُ و لا تنام ..تتجهزّ للدنيا كي تقوم إليها و تأخذ منها حقوقك في البناء ؛ فيمسكك الأقوياء و يربطون يديك إلى الخلف و يطلبون منك العطاء ..! يتركونك في غفوةٍ ؛ و يركضون على قدميك يضعون فيهما كلّ قيود الأرض و يأمرونك بعدها أن تتقدم للأمام ..!
يحسبون عليك أنفاسك ..و لقيمات عيالك ..و يرمونك في عراء الجحود و النبذ و الهجران ؛ ويفطنون إليك كلّما شاخت حكاياتهم و ضاقت عليهم إنسانيتهم ..فيهجمون عليك بشعارات شتّى ..شعاراتٍ كلّما رفعوها قدّموك محرقةً مجانيةً كي يقتلوا وقتهم بقتلك ..لله درّك أيها الغزيُّ الضاربُ في الضياع..!
مطلوبٌ منك أيها الغزيُّ ألاّ تموت و لا تحيا ..ألاّ تنام ولا تصحو ..ألا تأكل ولا تجوع ..ألاّ تمشي ولا تقف ..ألا تكون ولا تكون ..! مطلوبٌ منك أن تثبتَ أنك وطنٌ بلا مأوى ..و أنك تصريحٌ بلا رسوم ..و أنك جرحٌ بلا وجع..و أنك بكاء بلا دموع ..لأنك تذكّرهم دائماً بكل الهزائم التي يحتفلون بتحقيقها..!
أنا أقلّ من أن أعينك في شيء ..أنا أعجز من أفيدك في بلائك و ابتلائك ..أنا همٌّ فوق همّك ..لستُ يقف إلى جانبك وقت الشدائد و الملمات ..بل أنا من سيحاسبك على وجودك قبلي ..و يحاسبك على تعليمك لأنك (أشطر) مني ..و يحاسبك على (أن الله خلقك) ..!!
يا لعيبنا الذي يكبر كلّ يوم ..! يا للعبنا بوحدتنا الوطنيّة ..! يا للقرارات التي لا داعي لها سوى توسيع الجراح و حبٍّ في سماع صوتك وأنت تئنّ وسط الضياع ..!
يا أيُّها الغزيُّ الفاردُ جناحيه على كل عيوبنا .. و النازفُ في كلّ شبرٍ توجد فيه ..و الذي وضعناه في المتاهة كي لا نفيق من سكرتنا ..لا بدّ أن الله معك ..لا بدّ أنك تدركُ أننا (نتشاطر) عليك لأننا نشعر بعقدة نقصنا تجاهك ..لأنك تحمل غزّة و تريد فقط أن تعيش بكرامة و عدالة و إنسانيّة ..!
أيها الغزّيُّ : ليتني أستطيع أن أحتويك ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى