الأردنيون…قِلة في القراءة وكُثرة في التحليل..؟
ا.د حسين محادين
الاردنيون اهلي اجاويد واحبهم فعلا..لكن الحب شيء وتشخيص بعضا من سلوكياتهم اللافته بالمنظور العلمي شيء موازِ؛ ولعل المقلق في يومياتنا رغم ارتفاع نسب التعليم الابجدي هو كثرة المتحدثين في الشأن العام سواء بعلم او بغير اختصاص.
ومرد قولي هذا هو ما اشارت اليه نتائج دراسة دولية من أن متوسط ما يقرأه الاردني من الجنسين اي المطالعات خارج المنهاج الدراسي هو خمسون ساعة فقظ سنويا.. ما يعني علميا ان كثيرا من المتحدثين في الشان العام والمشكلات التي تواجه حياتنا في جلسات العزاء والافراح ووساىل الاعلام المتنوعة هم من نادري القراءة الحرة المنفتحة على تجارب وطرائق تعامل الاخرين مع قضاياهم ،كما انهم قليلي المعرفة المتطورة محليا وعالميا وبالتالي ؛لاغرابة أن يزعم هؤلاء معرفتهم وباصواتهم الصاخبه رغم هشاشتها فكرا ومعارف وحلولا غير ناجعة منطقيا بسبب ماسبق ذكره من ندرة في قراءات اهلنا.
اخيرا ؛ لاشك ان القراءة وعلاقاتنا الفاترة جدا بها وغير المُرضية معها سببها الابرز كاساس هو نوعية وانماط وسُبل تربيتنا وتنشئتنا الأسرية عموما والتي لا تحُضنا على القراءة منذ الطفولة ؛ ترابطا مع أفتقار بيوتنا وميزانياتها كأسر أصلا الى بنود واجراءات شراء كتب او حتى انشاء مكتبات ولو كانت بسيطة لانها ليست من ثقافتنا كأردنين حتى بالنسبة لطلبتنا الكُثر في الكليات والجامعات المختلفة الذين يميلون بسلوكياتهم اللافتة ايضا الى تصوير دوسيات موادهم العلمية المطلوبة منهم ضمن مناهجهم؛ وليس الى إقتناء الكتب كتعبير عملي لشروعهم في بناء مكتباتهم الاسرية او الخاصة بكل منهم إذ يميلون الى الدوسيات واستبعاد الكتب كاصل رغم تقارب اسعارهما غالبا..مع ملاحظة ان العلاقة مع الكتاب والمجلات الورقية وغبارها المتطاير كالشذى بالنسبة للقراء الجادين احيانا هي علاقة نبض عميق واحساس حواري ضاف ِ لذيد و عميق التأثر بها ومعها؛ في حين ان علاقتنا رغم قِلة القراء مع التكنولوجيا والكتب المبثوثة عبرها تشبه الى حد بعيد علاقتنا بالورود البلاستيكية الملونة والانيقة المظهر ولكنها دون نبض في ذات الوقت.
هل أمل بان يأتي يوما يكون فيه المتحدثون في قضايانا عموما هم من القراء حقاً وان ترتفع نسب ومؤشرات القراءة الى المستوى الاميز أردنيا كي يخفت ويقل عدد المتحدثين من غير القراء والمختصين خصوصا لدى شبابنا من الجنسين في مجتمعنا الاردني الشاب ايضا؟.
