تأملات صباحية (الرحلة الثقافية في اربد) بقلم: عبد الرحيم جداية

تأملات صباحية (الرحلة الثقافية في اربد)
بقلم: عبد الرحيم جداية

الثقافة رحلة في عالم الواقع والخيال وكما يسميها الدكتور حسين محافظة أستاذ التاريخ في جامعة البلقاء التطبيقية: “بأنها نزهة ذهنية حين نفتح أبواب العلم والأدب لنحلق في فضاءات الفكر والوجدان”.
والرحلة الثقافية في اربد هي امتداد للرحلة الثقافية في الأردن، وعنصر مكون للحالة الثقافية الأردنية رافدة للساحة الثقافية الأردنية بالشعراء والأدباء والفنانين والمرخين وسائر أبواب الفكر، لتكون هذه العناصر الثقافية كما يقول علماء الانثربولوجي بأنهم قرون استشعار للمجتمعات.
والرحلة الثقافية في اربد والسلط والكرك والزرقاء ومعان هي رحلة في مدن الثقافة الأردنية والتي ستستمر إنشاء الله في جرش وعجلون والمفرق وسائر المدن والقرى الأردنية.
وهذه الرحلة الثقافية لا تقوم إلا برحالتها من الشعراء والأدباء والفنانين والمفكرين الذين تشكلوا نبتا صالحا تجذر في ارض هذا الوطن، وارتحلوا عبر الزمان والمكان على حد تعبير(أندرياس بفلتش) المفكر الألماني في كتابه أسطورة الشرق والذي ترجمه الدكتور إبراهيم أبو هشهش، وفي هذه الرحلة الثقافية الدؤوبة للمبدعين الأردنيين تشكل الفضاء الروائي والشعري والفني على حد تعبير الدكتور عبد الرحيم مراشدة في كتابه الفضاء الروائي.
والرحلة الثقافية هي ذاكرة المكان والزمان فكما وثق عرار شاعر الأردن لذاكرة المكان وكما وثق قاسم أبو عين في ديوانه أغنيات للوطن عبقرية المكان، فقد وثق آخرون ذاكرة الزمان وذاكرة عمان في رواية الشهبندر للروائي هاشم غرايبة جامعا ذاكرة المكان والزمان في فضائه الروائي في رواية بترا ملحمة الأنباط ورواية أوراق معبد الكتبى، كما وثقت سميحة خريس ذاكرة العائلة والمجتمع في رواية شجرة الفهود.
وهناك من وثّق الزمان والمكان في رحلته بالموسيقى والشعر والمسرح فكان حسن ناجي أحد الشواهد على رحلة طويلة في تحليل الفكرة باحثا عن معنى المعنى والألغاز الخفية في تلك الأفكار.
والرحلة الثقافية الأردنية لها حاضناتها في اربد لإكمال النزهة الفكرية فكان منتدى اربد الثقافية ورابطة الكتاب الأردنيين فرع اربد وملتقى اربد الثقافي من أول الحاضنات الثقافية التي نشأت في اربد، ومع هذا فإن قطار الثقافة في اربد –على حد تعبير خالد محمد خالد في كتابه خلفاء الرسول- ما كان لينطلق برحلته لولا الوجود الثقافي لحاضرتين ثقافيتين بلدية اربد الكبرى وغرفة تجارة اربد اللتان ذللتا كل العقبات لإحياء مسيرة الثقافة في اربد وتمهيد الطرق أمام الأدباء والشعراء والمثقفين والهيئات الثقافية، ولا ننسى الدور الثقافي الكبير الذي تقدمه مديرية ثقافة اربد ممثلة بمديرها عطوفة الأستاذ علي عودة.
إذ مثلت بلدية اربد الكبرى الوجه الثقافي الإيجابي لمسيرة الثقافة فر مئوية اربد وفي مئوية عرار وعام 2007 واربد ترفل بثوب الثقافة الأردنية، وذلك رغم بعض العقبات التي واجهت جائزة شرحبيل بن حسنة ومهرجان عرار الشعري، إلا أن البلدية بكادرها الإداري والفني قادرة على إحياء تلك الرموز الثقافية وإعادة هذه المشاريع إلى مسارها الصحيح.
رحلة الثقافة في اربد بدأت بشباب شمّروا عن سواعدهم وقدموا مجلة إبداع ومجلة أسفار وساهموا في مجلة عرار وهم الآن بعد عقدين من الزمان، هم رموز ثقافية وأكاديمية يشار إليهم بالبنان على مستوى الأردن والعالم العربي.
وبتكاثف الجهود بين مديرية ثقافة اربد والهيئات الثقافية ومزيد من التنسيق مع بلدية اربد وغرفة تجارة اربد نكمل المشوار وتستمر رحلة الألف ميل بخطوة وخطوة… وأخرى حتى نجد شباب الأمس هم قيادات اليوم، وشباب اليوم هم قيادات المستقبل آملين أن تبقى رحلة الثقافة الأردنية في خدمة الوطن والمواطن ليرتحل الأديب والمجتمع في الرحلة الثقافية الإربدية والأردنية العربية والعالمية.

25/7/2011م

———————
الإسم : عبدالرحيم جداية

البريد الالكتروني : jdaih_abed@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى