بين مدينتين / يوسف غيشان

بين مدينتين
علمت من مصادر غير مشكوك بصحتها كثيرا (مستر جوجل) بأنه، ومنذ سنوات تم ربط نيويورك بـ لندن عبر نفق تحت المحيط الأطلنطي ليس نفقاً للسيارات أو مرور القطار .. وإنما في نهايته من الطرفين تليسكوب ذو 6 عدسات كبيرة .. وداخل النفق خط انترنت سريع جداً تديره شركة إيطالية.
يقوم هذا الخط بنقل الصورة من وإلى المدينتين، بحيث الواقف في لندن يشاهد في نفس اللحظة الواقف في نيويورك .. والعكس.
طول هذا النفق 5560 كيلو متر !!! موجود في لندن عند تاور بريدج .. وفي نيويورك عند بروكل ين بريدج.
والآن يمكن للأصدقاء في المدينتين التواصل بينهما من خلال الإشارات فقط .. حيث يتم نقل الصورة دون صوت .. وهو ما يطلقون عليه التواصل الصامت.»
وأنا أقرأ الخبر أدركت كم نحن انقساميون، ورغم وجود جميع عناصر الوحدة التقليدية لدينا متوفرة بالأطنان، الا اننا نرجح دائما كفة الفرقة على كفة الوحدة او حتى التضامن. لاحظوا انهم ورغم المسافات الشاسعة والتكاليف الباهظة الا انهم لا يتورعون عن بناء هذا التلسكوب العملاق ليتواصل الناس بين بعضهم، ولو بالصورة والإشارة.
لاحظوا عندنا ان أبناء الحي الواحد وربما العائلة الواحدة، يتناسون جميع عوامل التقريب بينهم، ويتناسون همومهم وأحزانهم المشتركة، واحلامهم وآمالهم المشتركة، ويتفرغون لتدمير بعضهم، لأسباب تافهة، اذ يكفي ان يشتبك طفلان، في طوشة بريئة لأن تشعل نار العرب بين عبس وعبس وذبيان وذبيان، ويسقط القتلى والجرحى بينما يرش الآخرون الملح على الجراح.
نحتاج الى ميكرسكوب يخترق عوالمنا الداخلية لعلنا ندرك اسباب تصرفاتنا التدميرية تجاه انفسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى