
وقالت ميركل إن فصل السلطات وحرية التعبير يجب أن يكونا مضمونين في التعديل الدستوري المتوقع بتركيا، معتبرة أن الاستفتاء الشعبي يمكن أن يكون تحت إشراف وفد من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، داعية إلى الحفاظ على “القيم التي دافع عنها الشعب التركي” أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان في أنقرة اليوم الخميس، قالت ميركل إنه يتوجب توافر الأدلة من أجل اتخاذ بلادها تدابير وإجراءات حيال جماعة فتح الله غولن وإعادة عناصرها لتركيا، موضحة أن القضاء الألماني حكم بعدم إعادة “المطلوبين” في بعض الظروف.
وأضافت أن وزراء العدل في ألمانيا سيجرون محادثات في هذا الخصوص، مضيفة “علينا احترام قرارات المحاكم المستقلة أيضا”، كما أكدت ضرورة معاقبة الضالعين في محاولة الانقلاب.
وشددت المستشارة الألمانية على ضرورة تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب ومعالجة أزمة اللاجئين، مؤكدة أن الدعم الذي تعهد به الاتحاد الأوروبي سيصل إلى تركيا في وقت قريب.
وأوضحت ميركل أن حكومتها تحرص على حماية حرية العبادة للمسلمين فيها، معتبرة أن هناك فرقا بين مصطلحي “الإسلامي والإسلاموي”.
من ناحية أخرى، قال أردوغان إن المحادثات ركزت في الأساس على التطورات في سوريا والعراق وبحر إيجه، وإنهما بحثا التعاون في مكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين والخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في الأزمة السورية.
وقال أردوغان إن استعمال عبارة “الإرهاب الإسلامي” بسبب تنظيم الدولة الإسلامية تزعج المسلمين، مضيفا “أرجو عدم استعمال هذه العبارة كي لا نضطر للتحرك لوقف هذا الأمر ولأن السكوت عن ذلك سيعني القبول بهذه العبارة، وأنا كرئيس جمهورية مسلم لا يمكنني القبول بها أبدا”.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تكافح تنظيم الدولة بينما “يكتفي الجميع بالتصريحات فقط”.
وردّ أردوغان على الانتقادات الموجهة للإصلاح الدستوري المرتقب، وقال إن مزاعم عدم فصل السلطات لا أساس لها على الإطلاق، مضيفا “من غير الوارد إنهاء فصل السلطات”.
وقال يلدرم للصحفيين أمس إنه “ينبغي عدم تهميش ملايين الأتراك الذين يعيشون في المدن الألمانية ويعملون لصالحها، من أجل إسعاد حفنة من الانفصاليين”، موضحا أنه سيطرح مسألة إعادة آلاف المطلوبين من قبل أنقرة والموجودين حاليا في المدن الألمانية.
يلدرم والبرلمان
على صعيد آخر، التقت ميركل اليوم برئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، وقال الأخير بعد اللقاء إنهما تباحثا إعادة إحياء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الفراغ في السلطة في كل من العراق وسوريا هو أساس الأزمة في منطقتنا.
وزارت ميركل اليوم مقر البرلمان التركي، واطلعت على الأجزاء المتضررة من المبنى جراء القصف خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة، وأعرب أحمد أيدن وكيل رئيس البرلمان التركي عن أمله بالارتقاء في العلاقات بين البلدين.
الجزيرة* وكالات