الحرب التجارية الأمريكية : تردد سياسي وركود إقتصادي

الحرب التجارية الأمريكية : تردد سياسي وركود إقتصادي
د. كمال الزغول

في الأروقة السياسية الأمريكية بات هناك تخوف من أزمة إقتصادية كالتي حصلت عام 2007-2008 والتي قلّت فيها الثقة في النظام المصرفي وقل حجم الاستهلاك وحدث ما يعرف بالركود العظيم حيث حدثت ازمة الرهن العقاري وانهار 19 بنكا امريكيا وتأثرت الاقتصادات المرتبطة مباشرة بالإقتصاد الأمريكي،الرئيس الأمريكي ترامب نفسه بدا عليه هذا التخوف عندما قام بتأجيل فرض التعرفة على الواردات الصينية الى 15 كانون الثاني 2019م ، وقد جاء هذا التأجيل كما ورد من المكتب التجاري الامريكي لأسباب “الصحة والسلامة والأمن القومي وأسباب أخرى” خوفا من تخفيض معدل إستهلاك الأمريكين للسلع الرئيسية لكي لا يحصل ركود اقتصادي، وبعض الاقتصاديين الأمريكيين يُنبهون الى حجم الكارثة اذا ما حدثت تلك الأزمة بسبب الحرب التجارية في العالم التي يشنها ترامب بطريقة متأرجحة.
عجز الميزانية الامريكية سيزيد حسب توقعات الخبراء بمقدار ٨٠٠ مليار دولار عما كان عليه في العقد المنصرم،وعليه فإن امريكا بالإضافة للإجراءات الإقتصادية الداخلية قد تتبنى عدة خيارات لمقاومة الركود الإقتصادي :

أولا ،ايقاف الحرب التجارية في العالم لزيادة القدرة الشرائية للأمريكيين من الواردات وزيادة الإنتاج داخل الولايات المتحدة.

ثانياً، اختلاق حروب بالإنابة وليس الحروب الشاملة لبيع الاسلحة لأن المغامرة الاقتصادية الامريكية من خلال الحرب التجارية لا تحتمل اي حرب شاملة في العالم ، وهذا ما بدا واضحا من التصعيد المتراجع والمتردد مع ايران ، حتى أن حروب الانابة يمكن أن يكون لها حدودها ضمن إطار المليشيات التي يطبق عليها عقيدة ” الاحياء والموت السياسي” بناء على على الوضع الإقتصادي الأمريكي.
ثالثا، ممارسة الإبتزاز السياسي لتعويض حجم المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة الامريكية الى حلفائها في اوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا وتعويض بترول الدول الحليفة المتضررة.

مقالات ذات صلة

رابعاً،التخلي مؤقتاً عن بعض الملفات مثل ملف كوريا الشمالية وفنزويلا لكسب ذهب فنزويلا وتجارة كوريا الجنوبية وكسب استمراريتها التجارية فلم نعد نسمع بما يسمى بالتصعيد الامريكي-الفنزويلي والتصعيد الأمريكي مع كوريا الشمالية، والحروب الامريكية الاقتصادية مع الروس .

خامساً،تقليص المساعدات في العالم وتخفيض نفقات “خطة مارشال” والذي بدوره سيؤثر على حلفائها في الشرق الأوسط والدول التي ترتبط عملتها بالدولار الأمريكي والدول ذات الإقتصاد الضعيف .

سادساً،اعادة هيكلة العلاقات مع دول اوروبية وازنة والابقاء على المناورة للحصول على البترول السوري في منطقة الأكراد في الشمال السوري وشرق الفرات والتمترس في العراق.

كل ما جاء سابقا تؤكده السياسة الأمريكية المتبعة في كل ملفات العالم سواء كانت في الملف الايراني ،الملف الكوري الجنوبي، الملف الفنزويلي، الملف الجورجي، الملف السوري والملف اليمني وغيرها من الملفات العالقة في العالم وهذا ما أدى بصرامة ترامب الى التأرجح والتردد لأن 3 من كل 4 خبراء مختصين في الإقتصاد الأمريكي يتخوفون من الركود الاقتصادي في عام 2021م اذا استمرت الحرب التجارية في العالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى