تطبيقات الهاتف الذكي تراقب تحركات المستخدمين

سواليف
قامت صحيفة “نيويورك تايمز”، مطلع هذا الأسبوع، بنشر تحقيق صحفي مرعب بشأن التطبيقات التي تستقر في الهواتف الذكية لكل منا. فقد تبين بحسب الصحيفة، أن العديد من التطبيقات تقوم بمتابعة المستخدمين وجعل الأماكن التي يزورونها بما فيها الأماكن الخاصة، كالمنزل ومكان العمل متاحة وغير مشفرة كما كانت تدعي.
هذا التحقيق أعاد للسطح مسألة لطالما دار الجدال حولها من قبل الأشخاص المهتمين بمسائل الخصوصية والذين كانوا يؤكدون أن التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية تقوم بتتبع المستخدمين وقد يكون الغرض التجاري لهذا التتبع أقل الأغراض ضررا.
وإلى جانب هذا التحقيق، قامت صحيفة “نيويورك تايمز” بنشر دليل إرشادي حول كيفية تأمين تنقلات المستخدم عبر إعدادات بعض التطبيقات، إذ إن تأمينها يعد أكثر سهولة لمستخدمي أجهزة “iOS” من مستخدمي أجهزة “Android” وهذه الخطوات يجب على المستخدم أن يقوم بالتأكد منها بشكل دوري، لكن يبقى وعي المستخدم الجانب الأهم من تعديل الإعدادات؛ حيث يجب أن يتعامل بحذر مع التطبيقات التي يقوم بتحميلها على هاتفه الذكي.
عند تنقل المستخدم من مكان إلى آخر فإنه يحمل معه هاتفه الذكي الذي لا يحتوي على رقاقة “GPS” مصممة لتتبع أينما ذهب فحسب، بل إن هاتفه يحتوي أيضا على اتصال بشبكة الإنترنت أو “LTE” المصمم لإرسال تلك البيانات لطرف ثالث يمكنه الاستفادة منها سواء لأغراض تجارية كمعرفة الأماكن التي يتردد عليها المستخدم ليرسل له الإعلانات التي تناسب ذوقه، أو لأغراض تجسسية أخرى.
تتبع المستخدم يكون عن طريق بعض التطبيقات وأحيانا عن طريق أبراج الهاتف التي يتصل بها في منطقة معينة، وبالتالي فإن ضمان الخصوصية يتطلب عدم اصطحاب الهاتف الذكي نهائيا، لكن هذا ليس عمليا بالنسبة للكثيرين، وهذا يقودنا لضرورة إعادة تفحص التطبيقات التي يحتويها الهاتف الذكي ومدى حاجتنا لها أصلا.
عند الحديث عن مسألة الخصوصية في التطبيقات، فإنه ينبغي علينا أن نعلم بأن جميع التطبيقات تهدف للكسب المادي سواء أكانت تطبيقات مدفوعة الأجر أو حتى التطبيقات المجانية التي تمتلئ بها متاجر “أبل” و”غوغل بلاي”. لكن المثير هنا أننا نجد بأن المرء يكون على استعداد لإنفاق مئات الدنانير مقابل الحصول على أحدث أجهزة الهواتف الذكية لكنه يحجم عن دفع مبلغ أقل من دينار واحد، كسعر للكثير من التطبيقات ويبدأ بالبحث عن التطبيقات المجانية.
هذه التطبيقات المجانية كما ذكرت منذ قليل تهدف أيضا للكسب المادي، وهذا الكسب تحصل عليه من خلال بيع بيانات المستخدم لمن يحتاج لها. لذا فحتى التطبيقات التي تبدو بريئة كالعدسة المكبرة مثلا، فإن هذا التطبيق قد يتتبع تنقلات المرء ويبيع هذه البيانات للجهة التي يمكنها الاستفادة منها.
من خلال ما سبق، نخلص لنتيجة واحدة أنه حتى يمكن للمرء الاطمئنان لتطبيق معين يريد استخدامه، عليه أولا أن يسأل نفسه “ما الذي دعى لوجود مثل هذا التطبيق؟”.

لو كان التطبيق يطلب مبلغا معينا لتحميله على الجهاز، أو لو كان مجرد وسيلة توصل المستخدم لخدمة مدفوعة فيمكن للمرء الاطمئنان من أن هذا التطبيق يستطيع تمويل نفسه. بينما لو كان التطبيق موجودا لجذب أكبر عدد من المستخدمين لتحميله ففرصة أنه يقوم بتجميع بيانات المستخدم وإرسالها لجهات أخرى تكون مرتفعة جدا مع الأسف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى