المايسترو زيزو يقود ’’البي بي سي’’ الأوروبي للتفوق على ’’ام اس ان’’ اللاتيني / معن عمرو

بقلم: معن عمرو

البرشا الذي لم يكن جاهزا بدنيا ولا حتى ذهنيا للمواجهه المرتقبه ؛ أقول بدنيا وخير مثال على ذلك ما عاناه الثلاثي اللاتيني الضارب وحتى ماسكيرانوا وداني ألفيش عانوا جميعا من تكبد العناء لسفر طويل بعيد خوضهم لمواجهات مجهده رفقة منتخبات بلادهم على العكس من منافسهم الذي بدا على أفراده الانتعاش البدني جليا.

أما على الصعيد الذهني لما سبق اللقاء من وفاة الاسطورة الهولنديه يوهان كرويف نجم برشلونه السابق كلاعب ومن ثم كمدرب صانع للنجوم وموجد اللامسيا مع الأخذ بعين الاعتبار بأنه أول من وضع قدم الكتلان نحو أمجد البطولات الاوروبيه دوري الابطال وصاحب الفضل الاكبر على البلوجرانا فيما يخص فلسفة الكرة الشامله .. لكل ذلك وأكثر لم يكن مستهجنا أو مستعجبا بأن نشاهد الجماهير تقف وتصفق للراحل عند وصول النزال لدقيقته الرابعه عشره مذكرين برقم قميصه التاريخي 14 وهو بالمناسبه كان أول من يرتدي لمنتخب الطاحونة الهولنديه عبر تاريخه قميص يفوق الأرقام من 1 الى 11
ولسبب ذهني اخر لحامل اللقب وهو التفكير باللقاء المرتقب على الصعيد الأوروبي ضد المنافس العنيد أتلتيكو مدريد خلال الأيام الثلاثه المقبله
لذلك دفع اصحاب الارض ثمن ذلك غاليا ونسوا المقولة الكرويه التقليديه الكلاسيكيه ’’ من يلعب لأجل التعادل يخسر’’ !
البرشا الذي انقاد لخسارته الاولى منذ 39 مباراه متتاليه دون تلقي الهزيمه في مختلف المسابقات لاحت لمهاجمه سواريز فرصة ذهبيه ان لم تكن ماسيه عندما كان عداد دقائق زمن المواجهه لا يزال بخانته الاحاديه لكنه اهدرها بشكل عجيب وهو من عودنا أن يسجل من أعشار الفرص .
مفارقه تاريخيه تقول بأن برشلونه لا ينتصر على غريمه عندما كان الفارق 10 نقاط لمصلحة الكتلان وهو ما تأكد في هذه القمه .
****************
راكيتيش سدد كرة ماكره قبل الدقيقه العشرين عالجها نافاس بقليل من الصعوبه وكثير من الاقتدار
لاعب الارتكاز كاسيميرو ذو الصبغة الدفاعيه البحته ثبّته زيدان ليمنح خط الوسط التوازن المطلوب رفقة الثنائي الأنيق المتألف من (التقني) كروس و (كرويف البلقان) مودريتش .. كاسيميرو خلق المصاعب لأصحاب الارض بعمق الملعب كيف لا وهي الأمتار المفضله والمعتاده للاختراق من قبل لاعبي انريكي .

لجأ الكتلان للتصويب فقبيل انقضاء الشوط الاول صوّب ألفيش قذيفه علت مرمى نافاس بقليل أعادت للأذهان صاروخيته التي انفجرت في شباك القديس كاسياس في لقاء السوبر قبل سنوات .. رد عليه بنزيما بكرة طائشه في السماء بالرغم من وضعيته المتميزه للتسجيل بتلك الفرصه !

************************
بالنصف الثاني عاد نجوم البرشا وهم يبحثون عن هدف يريحهم من ضغط المواجهه .. فتوالت الهجمات و ركن الساحر ميسي كرة بمنتهى الحرفنه لكن الحارس الكوستاريكي طار لها وأبعدها بأعجوبه .. دقيقتين فقط بعد تلك اللقطه ؛ يأتي بيكيه من الخلف محرزا برأسه هدف السبق إثر ركنيه .. هدفٌ ظن الكثيرون بأنه قد حسم موسم الليجا لمصلحة حامل اللقب.

بعد الهدف لم يستسلم نجوم الجالاتيكوس وذهبوا يحاولون ادراك التعادل وكان لهم ما أرادوا عندما قاد الظهير البرازيلي مارسيللو صاحب النزعة الهجوميه هجمة مميزه جرى خلالها بالكره لأكثر من 70 مترا أضاف لها كروس الكثير من الرونق بعرضيته الساحره التي تخطت بيكيه هذه المره ليودعها بنزيما بحركة مقصيه أكروباتيه مضاهيه بجمالها لهدفه الافتتاحي ضد اشبيليه قبل التوقف لأيام الفيفا .

*******************
بعد التعادل دانت الافضليه للزوار وباتت كفتهم هي الارجح بالرغم من دخول التركي توران بديلا للكرواتي راكيتيش بغية زيادة الفاعليه بخط المنتصف وتنشيط الادوار .. لكن مرتدات الضيوف الخطره توالت ومحاولاتهم استمرت بتسديدة للنفاثة الويلزيه بيل أمسكها الحارس التشيلي ومن ثمّ هدف ملغي (بدا شرعي أثناء الاعاده) للاعب الأغلى في العالم سبقته تسديدة سواريز الذي قدم واحده من أقل مبارياته من حيث العطاء فجاء بتصويبة مقوّسه قبل النهايه بعشر دقائق لكنها جاورت القائم الأيمن لنافاس .

******************

ردّ زيزو على انريكي ( منافس الماضي كلاعب والحاضر كمدرب ) بإقحامه لخيسي بدلا من بنزيما .. واصل الريال محاولاته وسدد رونالدو بقوه لمست العارضه قبل أن تخرج .. أتبعها بيل بأرضية زاحفه إثر انفراده ببرافو لكن ألبا أنقذ الموقف قبل ولوجها للشباك .. قبل النهايه بسبع دقائق خرج راموس كعادته مطرودا ليمسي اللاعب الأكثر اقصائا بتاريخ الريال وبرقم وصل الى احدى وعشرين بطاقة حمراء للاعب لم يصل للثلاثين ربيعا من عمره بعد .

لكن النبأ السار لعشاق الميرنجي جاء سريعا وتحديدا بعد دقيقتين عندما توّج كابتن البرتغال أفضلية فريقه بالشوط الثاني بهدف أكثر من رائع لبيضة القبان رونالدو مدونا هدفه العاشر في الكامب نو على مستوى الليجا متخطيا نسبة ال60% للتسجيل عندما يزور الملعب المذكور ..
والسادس عشر بتاريخ الكلاسيكو بالعموم منذ التحاقه للريال مجتازا رقم القائد الاسبق راؤول جونزاليس .. مقلصا الفارق مع المتصدر الى 7 نقاط وهو ذات الرقم الخاص ب
CR7
مؤكدا بأن الأبيض الملكي يمرض ولا يموت .. على النقيض من قائد التانجو ميسي الذي لم يسجل للكلاسيكو الرابع على التوالي .

بالمناسبه كاتب هذه السطور ليس مدريديا ولا برشلونيّ الهوى ’’ هذا شرفٌ لا أدعيه ’’ فأنا أشجع فريقا ينتمي لدوري مختلف .. لكن افضلية الريال والصورة الباهته المفاجئه لبرشلونه حتمت عليّ الاشاده بجهود زيدان ورجاله .. زيدان الذي طبّق ما صرّح به في مؤتمره الصحفي الأول عند تقديمه كمدرب للقلعة البيضاء قبل أربعة أشهر اذ قال حينها بأنه علينا التحسن من الناحيتين البدنيه والدفاعيه .. وهذا ما كان .

**********************
نظريه شخصيه خلصت لها وأنا أكتب مقالي هذا فبرأيي المتواضع : انه يتوجب على برشلونه وعرّابه انريكي التفكير بطريقة أخرى للنهج الهجومي عندما لا تكون كتيبة البلوجرانا بوضعها الطبيعي وخاصة من الجاهزية البدنيه .. فهو بحاجه لتغيير أسلوبه المعتاد وهو الضغط العالي لأنه عندما واجه فرْق السرعات لهجوم الريال خاصة في أواخر اللقاء بدا التفوق واضحا لصاروخ ماديرا وزملائه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى