
سواليف: غيث التل
الخوابي مسلسل أردني بطابع فلسطيني يروي قصصاً قبل الاحتلال تدور احداثه في إحدى القرى الفلسطينية، فيها خير كثير وشر مثله وتجسد هذه القصص واقع الحياة البسيطة في تلك الأماكن والصراع على السلطة الذي ولد مع الإنسان منذ الازل.
استطاع العمل الذي قدمه المنتج عصام حجاوي ان يعيد للذاكرة العديد من الأعمال الأردنية التي شكلت علامات بارزة في تاريخ الدراما العربية فبات الخوابي واحداً من اهم الأعمال التي تقدم عبر الشاشات الفضائية في الموسم الرمضاني الحالي ويتصدر المشاهدات في عدد كبير من كبريات المحطات إلا انه وبكل أسف يغيب عن الشاشات الأردنية لسبب غير مفهوم ولا معلوم رغم انه شهد عودة موفقة للنجم الأردني المغترب اياد نصار وكان الأولى حسب متابعين ان تكون عروض العمل الأولى عبر الشاشة الوطنية الأردنية او على الأقل في إحدى المحطات الفضائية الخاصة الأردنية.
إلى جانب نجومية عبير عيسى وإياد نصار ومحمد العبادي وغيرهم من النجوم الأردنيين الذين حفروا أسماءهم عبر الزمن من خلال اعمال عديدة خلدت هذه الأسماء ووضعتهم على قائمة أهم النجوم العرب استطاع الحجاوي وكعادته ابراز وجوه لم تتقلد أدوار البطولة واغتنم هؤلاء الفرصة بأفضل حال ليثبتوا انهم على كفاءة عالية وان بقدرتهم مقارعة اهم النجوم في الوطن العربي رغم صعوبة وتعقيد الأدوار التي أسندت إليهم سواء كانت بشخصية المنتقم او الشر البالغ الواضح او بدور الضحية والخير الذي لا ينتهي من هذه الدنيا.
ويستعرض موقع سواليف الوجوه التي برزت في هذا العمل وفق رؤية خاصة تم بناؤها من خلال متابعة حثيثة للخوابي بعد عرض خمس عشرة حلقة منه.
غادة عباسي بدور عدلة
لم تكن غادة عباسي مغمورة بل هي نجمة منذ زمن طويل وعرفها الجمهور مطربة تحمل حنجرة ملائكية طربية اهلتها لنيل عدد من الجوائز على مستوى الوطن العربي ولكن غادة الممثلة التي ظهرت في عدد من الأعمال البدوية كانت بحاجة لدور مهم كـ “عدلة” لتفجر طاقاتها من خلاله وتظهر قدرتها الفائقة على التمثيل والتي يراهن عدد من النقاد انها باتت توازي موهبتها بالغناء وربما تفوقها مع قادم الأيام ان استمرت في الظهور بأدوار بطولية ومهمة.
عدلة تلك السيدة التي حفر الكره في قلبها بعد ان حرمت نفسها من الابن خوفاً من عادة متبعة بإبعاد الأبناء الذكور واكتفت بابنة واحدة قبل ان تقوم بقطع نسلها فتملك الكره والانتقام روحها وقلبها ووجهتهما نحو أقرب الناس إليها فكانت كالأفعى التي تدس سمها بهدوء في قلب زوجها وتساعد أعدائه للنيل منه لاعتقادها بأنه ووالده السبب في حرمانها من الابن بسبب عاداتهم وتقاليدهم.
استطاعت غادة ان ترسم هذه الشخصية بإبداع قل نظيره فكانت حركات عيونها وتعابيرها ميزة هامة بأدائها، نظرات تجسدت فيها كل معاني الحقد والغل والانتقام فارتد عليها سوء اعمالها طلاقاً وخوفاً على ابنتها الوحيدة.
منذر خليل مصطفى بدور عسال.

ان تجعل الجمهور يكرهك وهو يعرفك ويحبك صفات تؤكد نجاح وعمق أداء الممثل لدوره، هذا هو حال الفنان الشاب منذر خليل مصطفى بأدائه شخصية عسال ذلك الشاب الذي توفيت امه وهي تلده ولم يعلم بذلك وقام رجل وامرأة من البلدة بتربيته فلما اشتد ساعده قتل والده الذي رباه حرقاً بدم بارد ودون ان يهتز له جفن.
لم يكتف عسال بهذا الشر فقام بقتل امرأة عرفت سره وهدد والدته بذات المصير ان هي ازعجته.
عسال دائم التعذيب لشقيقه الذي يعاني من تشوهات خلقية وقام بتأسيس عصابة أشرار هدفها السرقة والنهب والاعتداء على الآخرين ووصل به الحد لمحاولة الاعتداء على ابنة كبير البلدة قبل ان ينقذها شقيقه محاولاً قتله لفعلته وبعدها يختفي عسال من البلدة خلال محاولة علاجه دون ان يعرف مصيره وهو ما ستكشفه الحلقات القادمة.
عسال كان شاهداً على تطور كبير جداً في أداء الممثل الشاب منذر خليل فكان مقنعاً بصورة كبيرة لكل من تابع العمل وكان مثالاً للشر بكل أشكاله حتى ان من يعرف منذر على ارض الواقع ربما لا يصدق انه هو ذاته الممثل الذي امتلأ بكل هذا الشر وارتداه بكل تفاصيله من خلال عسال.
لا يمكن ان يكون الخوابي وعسال دوراً عادياً في مسيرة منذر ووجب على صناع الدراما في الأردن والوطن العربي استثمار هذه الموهبة الشابة التي انفجرت طاقاتها في المسلسل الذي اقتبست حكايته من ثلاث روايات عالمية وقد يكون الخوابي مصنعاً فعلياً لنجوم جدد في الأردن.
محمد الجيزاوي بدور فجر

فجر هو ذلك الشاب الذي حاولت والدته انكاره لحظة ولادته بسبب تشوه خلقي يعاني منه وعاش بعيداً عن حب الأم التي فضلت شقيقه المتبنى عليه كونه يتمتع بالقوة والصحة الكاملة.
فجر يمثل الخير والحب الصادق النقي الذي لا يعرف الكذب والخداع ويبوح بكل ما في قلبه من حب وامل وخير.
وقد يدخلك فجر في عالم الجميلة والوحش حقاً وبالرغم من اعاقته فقد استطاع بطيبته وصدقه ان يخطف قلب المشاهدين قبل ان يخطف قلب دليله
“فجر” بلاشك هو جواز السفر الذي يحمله الشاب محمد الجيزاوي بعد أن أدى أصعب الأدوار الخارجة عن المألوف في المسلسل وفق ما يرى كثيرون خصوصاً انه لا يزال ببداية مسيرته في التمثيل وقد استطاع اقتطاع شهادة من ذهب اسمها “فجر”
يشكل الخوابي علامة فارقة في الدراما الأردنية بعيداً عما قدم من اعمال بدوية وتاريخية وقد يشكل خطاً جديداً للدراما في الأردن ولا يجب ان نغفل مستوى الإخراج الذي قدمه المخرج الأردني الشاب محمد علوان وهو من قدم نفسه بكفاءة عالية من قبل في اعمال بدوية واستطاع ان يؤكد انه يمتلك نظره تبشر بجيل فني كامل من ممثلين ومخرجين وفنيين.
مسلسل الخوالي ليس العمل الاردني الأول ولا الوحيد الذي يزخر بمواهب فذة وتكتمل فيه عناصر العمل الدرامي المتميز بالإضافة إلى كونه يقدم سجلا للذاكرة الإنسانية والارث الثقافي للمنطقة لكنه للأسف لا يلقى ذلك الاهتمام الأضواء الصاخبة التي تسلط على أعمال أقل جدارة او ربما أقل التصاقا بالثقافة والهم الشعبي الحقيقي.