المواطن العربي اذ يطالب بعودة الاستعمار

المواطن العربي اذ يطالب بعودة الاستعمار
جميل يوسف الشبول

سقوط مدو للانظمة العربية ان تطالب شعوبها بعودة الاستعمار الذي قيل لنا انه غادرنا منذ قرن تقريبا والدليل على مغادرته تلك الاحتفالات السنوية بالاستقلال عن الاجنبي وتلك السلامات الجمهورية والاميرية والملكية على امتداد الوطن العربي الكبير.

ان يطالب المواطن العربي بذلك فهذا يعني سقوطا للانظمة بالاعراف الدولية وسوف تاتينا الدول الطامعة والطامحة لتنتقي ما لذ لها وطاب من “بسطة الخضار” العربية من المحيط الى الخليج وها هو الرئيس الفرنسي يخاطب اللبنانيين ويعانقهم ويعدهم ان يكون بجانبهم ولا وجود لاي شكل للدولة في حضرة السيد الفرنسي .

قدم المواطن العربي تضحيات جساما في سبيل استقلال ورفعة الامة ودفع احرار العرب الفاتورة كاملة باستشهاد او باعدام فالمبادىء المرفوعة تستحق التضحية خصوصا انها ستعيد السيادة والقيادة والحياة الفضلى وامام هذه الاهداف رخصت الارواح دفاعا عن الاوطان فاكتشف الولد والحفيد ان حرمانهما من متعة الابوة كانت لحماية الانظمة المتأمرة لا الاوطان.

مقالات ذات صلة

كنا نتوقع من هذه القيادات ان تتسلح بهذه الشعوب المتعطشة والتواقة للحرية وتعبر بهم الطريق نحو عزة وكرامة الامة تستعيد الكرامة والمظالم التي حدثت لشعوبها في حقبة الاستعمار الاوروبي الظالم ، كنا نتوقع ان تقوم الدول المستقلة باللجوء للقانون الدولي بعد تنمية قدراتها الدفاعية لتحصيل المظالم التي وقعت لشعوبها ومثال ذلك ما فعله الاستعمار الفرنسي في الجزائر اذ لا تكفي الميزانية الفرنسية لتعويض الشعب الجزائري عما اقترفته ضده من جرائم غير مسبوقة ولم يسجل التاريخ مثيلا لها.

بعد قرن من الزمان اكتشف المواطن العربي ان المجاهد الرمز لم يكن الا عميلا اجريت له كل عمليات التجميل ليكون الاكبر والافخم والافهم والاشد بأسا وحامي الحمى لقد اصطنعوهم لانفسهم وليكونوا معاول الهدم لاوطانهم بحجة البناء.

ربع قرن من الكذب على الشعوب والاستيلاء على ثرواتها ونهب مقدراتها وقمعها والقضاء على امالها في حياة كريمة وموقع متميز بين الشعوب .

اما المكاسب فهي مادية لم يستفد منها شاه ايران وماركوس والشاهبانو واميلدا واما الثمن فهو الاوطان والشعوب وشرف الامة وصفحات سوداء تلاحق الاحفاد والابناء .

صحوة متاخرة خير من نهاية حتمية لم يصدقها القذافي وابن علي ومبارك وعلي عبدالله صالح وكلهم تحدث بما اخبرنا به المولى عز وجل في محكم كتابه “واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون” صدق الله العظيم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى