زلزال 6 شباط .. يسجل أدنى الدرجات على (سُلم ) الإنسانية

#زلزال 6 شباط .. يسجل أدنى #الدرجات على (سُلم ) #الإنسانية

#سهير_فهد_جرادات
لا يوجد طرف بريء من دم #السوريين !! بعد أن أثبتت القوى العالمية والعربية أن ( مقياس ) تغليب المصالح والعلاقات السياسية يتفوق بدرجات على الجانب الإنساني !!
منذ أن حدث الزّلزال المدمر الذي ضرب جنوبي #تركيا وشمالي #سورية – خاصة فيما يتعلق بنقل #المساعدات_الإنسانية وفرق الإغاثة لسورية – والعالم يسجل رقماً غير مسبوق في ( السقوط ) المدوي على أدنى الدرجات على ( سُلم ) الأخلاق والقيم الإنسانية !!
لكل زّلزال ارتدادات ، وما يميز الزّلزال الذي ضرب الشمال السوري أن ارتداداته عرت ودمرت الذين يدعون حماية القيم الإنسانية ، حيث أثبتت القوى العالمية أن هناك ازدواجية في المعايير الإنسانية ، في ظل غياب الدعم الدولي ، الذي لا يكترث بالدمار ولا بجثث الموتى ولا صرخات المصابين ، حتى ان حقدهم فاق الحكام ليصل للشعوب ، حيث لم تتحرك مشاعرهم إمام كارثة إنسانية تحاصر شعبا مشردا قبل الزلزال الذي زاد حياته صعوبة حيث يعيش من سنين دون مأوى ، مما يعكس أن العالم تحكمة قلوب سوداء تحرص على تحقيق مصالحها وهي تدوس بلا رحم على المشاعر الإنسانية ..
أما عربيا ، فمنذ 6 شباط ، لم نر أو نسمع عن تحركات جدية أو عقد اجتماعات أو مؤتمرات(عربية ،إسلامية ،إنسانية) أو زيارات أو اتصالات ثنائية بين القادة تطالب بكسر حصار ( قيصر ) الأمريكي الملتزمة به الدول العربية منذ أن فرض على سورية منذ خمس سنوات ، والمطالبة بفك العقوبات عنها لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمنكوبين ..
فيما تتخذ بعض الأنظمة العربية العقوبات الدولية المفروضة على سورية ذريعة لتبرير عدم ارسال المساعدات (علماً أن العقوبات لا تشمل المساعدات الإنسانية) ، الى جانب رفض النظام السوري إعلان حالة الطوارئ الإنسانية التي تسمح بفتح الحدود أمام الدول لإرسال مساعداتها من دون التنسيق المباشر معه ، وكل ذلك حتى يبقى الشمال السوري ( الخاضع لسيطرة المعارضة ) والمساعدات الإنسانية وتوزيعها تحت السيطرة ، وهذا ما اكده مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة ،إن بلاده “يجب أن تكون وحدها المسؤولة عن إيصال جميع المساعدات إلى سورية” ، بما في ذلك المرسلة إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة الحكومة.. في الوقت الذي كشفت منظمة “ميديكو إنترناشونال” بأن جميع المساعدات المقدمة لدمشق تذهب الى ( منظمات غير شرعية ) لذلك يحرص النظام على أن يكون كل شيء عن طريقه.
بذلك تكون المساعدات سيست وجردت من الإنسانية ، بعد وضع ( المعيقات ) من خلال السماح باستخدام معبر باب الهوى الحدودي فقط ، وإغلاق المعابر الأخرى خوفاً .
لن نتطرق الى من يقف خلف الحرب السورية على مدار 11 عاما ، ولن نتحدث عن الهدف من ذلك (تركيعها وارغامها على التّطبيع ) ، لكننا نتحدث عن بعد إنساني تجلت صوره في عدم الاكتراث في وقف الكارثة الاقتصادية و الإنسانية التي تعرض حياة المصابين للخطر ، وتبعيات تفشي الامراض التي سيكون لها تأثير في المنطقة .
هذا الزلزال المدمر كشف لنا أن هناك اختلاف بين ضحايا زلزال الاتراك وبين ضحايا زلزال سورية المُحاصَرة ، هذا الاختلاف مبني على العلاقات السياسية وتبعياتها ، حيث ان قوة الزّلزال تقاس بقوة العلاقات السياسية ، ومقدار المصالح التي تربطها ، أو الاطماع التي تقف خلفها ..
‏Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى