
الحلقة الثانية
غربة سلطان العجلوني
الكاتب محمد نواف العودات
هناك شيئا لا زال يحيك في صدر أم سلطان من عيون ذلك الرجل الأبرص ، أخذت بيد سلطان إلى بيت أرملة درويش، طرقت باب العجوز كانت في انشغال أشارت إليها أن تدخل وتجلس، تابع سلطان ما يجري في الغرفة ، طفل مسجى على الفراش الصوف مكشوف البطن الدّموع تبّلل خده الوردي وهو يمسك بيد أمه الجالسة ، ومعالم الحزن تجلل وجهها، يلتقط أنفاسه بصعوبة وعسر، العجوز بحركات بطيئة متثاقلة تدور في فناء الغرفة كل ما في الداخل يثير البرود والتقزز، البصر يكاد ينخطف عند الدخول فهو مظلم رطب ، الشمس تنحدر إليه من كوة ضيقة إذ ما حركت العجوز أي قطعة في الغرفة يرى سلطان ذرات الغبار السابحة في الجو يكشفها ضوء الشمس الساقط إلى الداخل كعمود من الرخام الأبيض .
أحضرت العجوز بيضة كسرتها على بطن الصبي وأخذت تدفع بها ببطء شديد إلى أن ساح المح الأصفر، هزت العجوز رأسها وأشارت إلى أمه بمكان الفتق في بطنه ، طلبت أن يبقى الولد كما هو أحضرت لفائف من القماش لأثواب مستعملة ووبر جمل وضعت بمقدار كف من الوبر فوق البيضة وأحكمت اللفائف على بطن الصبي وعصبتها بشدة طلبت من أمه أن تحمله إلى البيت وان يبقى ممدد لثلاثة أيام بعدها سيعود للأكل والشرب والحركة كما كان ، ثم أغلظت القول على أمه لإهمالها الصبي وتركه يلعب دون مراقبة وحرص ، وضعت الأم بيد العجوز قطعة نقدية وشكرتها ولسانها يدعو لها بطول العمر والتوفيق .
التفت العجوزة إلى أم سلطان وبصوت متهدج متقطع
العجوز : ممّ يشكو الصبي ؟
أم سلطان : لا شيء لكن جئت إليك لتخرجي عنه بالمعوذات والتمائم فاليوم مر علينا أبرص البلدة وحدق في سلطان
العجوز : بفضائل قل هو الله احد …. نعيذه بالله من حرقة عينه …. اذهبي به إلى أم الفضل تخرج عنه لم يعد لدي القدرة على ذلك فقد هرمت وتقوس ظهري وثقل لساني ويبست شفاهي وتساقطت أسناني وأصبحت القراءة التعويذات صعبة عليّ .
الصراخ كان يملا فناء بيت أم الفضل ابنها كان يسند ظهره إلى الباب يستقبل الزوار ويستفسر عن كل حالة قبل الدخول ، استأذن الولد على أمه دخلت أم سلطان أشارت إليها أم الفضل أن تصمت ولا تتكلم ، فتاة مسجاة في ارض الغرفة وأم الفضل تضع يدها في قدح من الماء ترش به وجه الفتاة وهي شاخصة البصر تكز على اسنانها غائبة عن الوعي ،تضربها أم الفضل بعصاة الخيزران الطويلة ، وأهل الفتاة يمسكون بأطرافها وهي ترتجف بشدة طالت المدة والفتاة على تلك الحالة وبعد برهة من استيقضت الفتاة وارتخى فكها ولانت عضلاتها لكنها لم تستطع الوقوف على قدميها ، ضربات الخيزران كانت لاسعة وموجعة ، حملها أهلها وهم يشكرون أم الفضل وهي تؤكد لهم أن الجني عاشق ابنتهم ويرفض الخروج من جسدها وأنها تحتاج إلى جلسات مكثفة فهو جني مارد وعاشق بجنون ولن يغادرها بسهولة ، اقشعر بدن سلطان وأحس بخوف شديد ، الابن كان يقف على الباب يأخذ ما تجود به نفوس الأهالي على ما تقدمه والدته من جهود .
أم الفضل : مما يعاني الصبي ؟
أم سلطان : نريد أن نخرج عن الصبي خشية من عين الأبرص
تبسمت أم الفضل أخذت تستهزئ بالطبيب النفسي القادم إلى المدينة والذي يهاجم عملها ويصفها بالمشعوذة ويطلب من الأهالي محاربتها والتحذير منها ويصف أعمالها بالترهات ، تضحك ضحكة صفرواية بالكاد تفرج شفتيها ،وتقول هل الإبر تخرج الجن الذي يسكن الأجساد ؟، القران علاج لكل شيء …. وهذا الطبيب الممسوس يوهم الناس بان الإبر والحبوب هي التي تعالج ويقول لهم انه لا يوجد جنّ ولا تلبس ثم أخذت تمتم بالاستغفار .
أم الفضل تروي لام سلطان قصصها وتجاربها في إخراج الجن وكيف أنها استطاعت أن تفك احد الرجال الذي ربط عن عروسه وكان يراها بصورة الغولة عندما تدخل فراشه ، وانه لولا فضل الله ووجودها لافترقوا، تروي كيف أن بنات احد القرى على جمال ونسب لم يتقدم لهن احد من الخطاب وكيف أن السحر كان يصرف عنهن النصيب ، حتى إذا ما أتوا إليها كيف حلت لهم المشكلة عندما كشفت مكان السحر في قبر قديم في مقبرة مهجورة وفكت طلاسمه وتزوجت البنات وفك نحس العائلة ، ثم تقسم لام سلطان أنها لا تطلب مالا ولا تريد أجرا لكنها لا ترفض ما يدفعه الناس فهي تعمل لوجه لله وخدمة للمرضى والناس .
أخذت أم الفضل سلطان من أبطه ووضعته في حجرها ثم أخذت تقرأ عليه التمائم والآيات وتهمهم ببعض الطلاسم الغير مفهومة تراقب أم سلطان ابنها الصغير الذي يشعر بالخوف من هذه البيئة المقلقة ، تبسمت أم الفضل وقالت لا تخافي عليه فهو في خير وعافية ولن تصيبه عين الأبرص بعد اليوم ، دخل الولد إلى أمه يخبرها بان مجنون البلدة بالخارج مع والده ، دخل الأب وابنه الذي كانت تظهر عليه علامات الجنون والبله ، والده يحمل سكين (المطوى) ومطاطة بيضاء طالبا من أم الفضل أن يلجم لها عنه فهو دائما في الصحاري والفيافي، يريد منها أن تحصنه من الوحوش المفترسة والأفاعي والهوام البرية، فتحت أم الفضل الموس وأخذت تغلقه على مهل وهي تقرا طلاسمها بصوت خافت لا احد يفهم كنهها حتى إذا ما أغلقت الموس بالكامل ربطت عليه المطاطة وسلمته لوالده وطلبت منه أن يخفيه في مكان بعيد عن عبث الأطفال وان ابنه لن تتعرض له وحوش مفترسة ولا هوام الأرض من أفاعي وعقارب بعد اليوم ما دام الموس لم يفتح ولم يفك رباطه.
بدأت أم سلطان أكثر اطمئنانا بعد زيارتها لام الفضل ، دخل أبو سلطان بوجه منتقع اصفر يفرك بيديه ، أم سلطان لا يخفى عليها زوجها ولا تصرفاته تعلم أن هناك ما أزعجه ، أم سلطان تقترب إلى زوجها وهي تراه متمعر الوجه قاطب الجبين عاقد الحاجبين يكز على أسنانه .
أبو سلطان : كيف؟! كيف ذلك ؟ !
تستفسر أم سلطان عن الخبر، وضعت أم سلطان يدها على وجهها وهي تردد يا لخجلة المختار، ابن المختار يأخذ خطيفة من الجولان السوري ويهرب بها إلى مكان مجهول وأهلها يملئون بيت المختار صراخا يتوعدون ويهددون ويزبدون ويربدون ، يريدون ابنتهم والدرك والفرسان في بيت المختار تطلب ابن المختار والخطيفة .
أم سلطان تخفف على زوجها انزعاجه وغضبه ولسانها يلهج بالدعاء أن يستر الله أعراض بنات الناس وتذكره بان هذه الحادثة حصلت في الماضي وذكرته بابنة الراعي التي حملت في بيت والدها وكيف كانت تربطها علاقة الحرام مع ابن صاحب المواشي قبل أن يستر عليها ويتزوجها وهي تردد دنيا أخر وقت .
صفار رمال المفرق بدا يتوارى تحت خضار المزارع التي تنمو على المياه الجوفية المتدفقة من أعماق الأرض ، مزارع الزيتون تمتد على طول النظر وحقول البرسيم بدأت تزحف بمنظر بهيج إلى قلب الصحراء يشاهد سلطان هذا التحول في المدينة من حوله وهو يركب مع العائلة في سيارة والده القديمة متوجهين إلى اربد للاحتفال بزواج احد أبناء العمومة، جميع الإخوة والأخوات يركبون في الصندوق الخلفي وألام وسلطان يجلسون في المقعد الأمامي.
اربد المدينة الحمراء فكل ما بها موشح باللون الأحمر وعين الشمس عند المغيب حمراء حزنا عن فراق عن تلك المدينة الجميلة البهية ، دخل والد سلطان وإخوانه قبلوا الرجال تعانقوا استقبلتهم رشقات من أصوات الأسلحة الاتوماتيكية تعلن لهم الترحيب والتحية والسلام .
المنظر يأسر سلطان حبال من الأضواء تمتد لعشرات الأمتار ، فناء واسع ممهد والرجال متحلقون بالدبكات وبين الفينة والفينة يشعل حماسة الجميع البعض بوابل من الرصاص ، عندها تتداخل الأصوات المشتعلة حماسة بعضها البعض .
بجانب تجمعات الرجال تلتف النساء بلحقات ضيقة يظللهم ضوء خافت تتزعم الحلقة تفاحة امرأة متوردة الوجه مكتنزة الجسم نافرة معالم الأنوثة ممشوقة الطول تلبس ثوبها المطرز بكل الألوان الزاهية وتضع منديلا ابيض على رأسها وتمسك بيدها منشفة ملونة وتدور بحركة راتبة في حلقة الدبكة ، صبايا البلدة في أبهى حللهن وكل واحدة تعرض نفسها على عيون النساء علها تنال أعجاب امراة ناظرة فتظفر بعريس السعادة ،يتوسطهن فتاة رقيقة تمسك طبلة من الفخار تلهب بها حماسة البنات ، غناء الأنوثة الممزوج بصوت الطبلة الرخيم كان يشكل قطعة من الموسيقى الندية التي تلتهم الأفئدة قبل الأسماع .
هدأت الأصوات المبحوحة من الغناء وبدأت الجموع تتفرق واخذ أهل العرس والمقربون يتحلقون حول بعضهم البعض يتمازحون يقهقهون يتبادلون أطراف الحديث، قطع عليهم كل ذلك دخول اللحام يحمل بيده سكاكينه وساطوره وكلاليبه ، ألقاها على الأرض صافح الجميع بيده حاول احد الشباب أن يمازحه اقسم عليه اليمين انه إن زاد كلمة أخرى سوف بذبحه ويعلقه مع الخراف ، والكل يقهقه الضحكات فالأعراس تسكب الأفراح في القلوب بدون بخل ولا تقتير .
أومأ أبو سلطان إلى أولاده فهرعوا إلى سيارة والدهم يقتادوا خلفهم ثلاثة من الخراف العربية والتي يضيق بها جلدها من سمنتها ، انتصف الليل لا صوت في ساحة العرس إلا صوت غرغرة الخراف وشخير الأوداج المقطعة ، دخلت أم العريس ووضعت يدها بالدماء ثم قامت بتطبيعها على بوابة البيت ، لم يفهم سلطان لما تلك الحركات وماذا كانت تعني تلك التطيرات والتمائم ، الجميع يضع يده إلى جانب يد اللحام في العمل والتقطيع والتنظيف ونقل اللحوم إلى الأواني الكبيرة .
تنبعث الأدخنة البيضاء كالغيوم من تحت القدور بعد وقت قصير بدأت رائح اللحم الشهية تنبعث في جنبات المكان ، تشمر النساء السواعد وتقف كل واحدة منهن على رأس قدر هذه تغلي اللحم وتراقب نضوجه وهذه تمرس الجميد وتصفه وهذه تصنع الكبة الحورانية المحشوة باللحم والدهن ، وهذه تطبخ الأكباد والقلوب وتلك تخبز الشراك الرقيق ليحضرن العشاء لمن تبقى من الأقارب .
تحلق الجميع نساء ورجال شباب وصبايا مع بعضهم البعض على مائدة واحدة يتناولون طعام العشاء ، وأم سلطان تذكر زوجها بين الحين والأخر أن يبتعد عن زفرة الأكباد فأجواء اربد باردة وأنها تخشى عليه من الزفر والبرد فهو رقيق البناء ولا يتحمل المرض .
بزغت الشمس على وجوه متعبة يكسوها النعاس والإرهاق ورائحة الطعام تملا جنبات البلدة ، ومع ارتفاع شمس الظهيرة وصمت المآذن أخذ الرجال يتدفقون على فناء العرس والزغاريد تصدح بها حناجر النساء وتعج بها جنبات المكان ، الأقارب كأنهم أسراب من النمل يحملون ( صدور ) إطباق المنسف مجللة بخبز الشراك الرقيق يضعونها على منصات من الحديد ووالد العريس يدور بين الرجال ويرحب بهم ويدعوهم إلى الطعام .
صبية كأنهم ولدان مخلدون يضعون المناشف البيضاء الجديدة على أكتافهم يقفون بجانب المغاسل المعدنية الممتلئة ظهورها بالماء ومع كل رجل يغسل يديه يتكرر جواب الصبي معرفا بنفسه على السؤال الراتب ابن من هو ومن أهله وأخواله .
من باب البيت تلوح مظلة العريس المزركشة بالزينة الملونة ، يمشي العريس الهوينا تحت المظلة يسير ببطء في زقاق الحي ويسير خلفه الرجال في استعراض لجاه العريس ومحبوه ، هذا يغني وباقي الرجال تردد خلفه ، حتى يصلوا إلى ساحة المسجد الكبير فمن هذه الساحة يخرج مواكب الزفاف والجنائز ، يتحلق الرجال بالدبكة تحت أشعة شمس الظهيرة انطلق الأغاني والأهازيج وبعد أن كلوا من الغناء ذهبوا بالعريس إلى بيت المختار الذي يستضيفه حتى تغيب عين الشمس ، تجمع الرجال من جديد في منزل المختار وحملوا العريس على الأكتاف وفي زفة مهيبة ساروا به إلى مخدع عروسه ، كان العريس خائفا يتثاقل الخطوات مكسو بالخجل ، بادره والد سلطان بضربات الخيزرانة على مؤخرته ليهرول بعدها مسرعا نحو عروسه بلا وجلا ولا خجل .
تفرقت الجموع بعد أن خفتت أنوار غرفة العريس وأبو سلطان ينادي على أم سلطان أن تجهز نفسها للعودة فقد طال مكوثهم في اربد ، لكنه كان يشعر أن زوجته تحاول أن تبطئ إليه ، وفي كل حين يكرر الكلام متعجلا وهي تتثاقل بالحركات وتطلب منه قليلا من الوقت .
عج البيت بالزغاريد ودخلت أم العروس على مخدع العريس وأخرجت منديلا ملطخا بالدم رفعته بيدها عاليه وكررت القول العرض ابيض بياض الثلج العرض ابيض بياض الثلج والحمد لله ، سلطان لا يفهم ما يدور حوله والكل يبارك للعريس ويبارك لام العروس بياض العرض ، سيارة أبو سلطان أخذت تسبح في الظلام متوجهة إلى مدينة المفرق وأخذت تبتلعهم رمال الصحراء رويدا رويدا بعيدا عن اربد ، الكل مكلول ومتعب الإخوة يستذكرون المواقف والأخوات يتبادلن أطراف الحديث عن الفتاة الجميلة ذات العيون الخضراء التي كانت تلبس الحطة الحمراء الأخ الأكبر يشنف الأذان ويطرق الرأس يسرح بخياله مع هذه الفتاة التي يتحدثن عنها لكنه لا زال شابا طائرا بلا ريش لا يملك من أمره شيء فلا بيت يظل ولا مالا إليها يقل.
تطاولت أقدام سلطان وبدأ يشتد عوده وترتسم معالم الشباب على وجهه ، شعر خفيف طوق شاربه ، معالم الطفولة في نزعها الأخير تلملم نفسها تسعد للرحيل ، يطوف الطرقات ليلا يخرج مع أبناء الحي يمارسون لعبتهم تحت إنارة الشارع ، فكلما ركل احدهم عمود الكهرباء كستهم ظلمة الليل البهيم ، إلى أن تعود الكهرباء تسري مرة أخرى في المصباح من جديد ، وما أن يشتد شعاع نوره إلا ويعاجله صديق غيور بركلة أخرى ، يفسد على الجميع لعبتهم.
يرسم احد الفريقان بخشبة على سطح التراب الناعم إشارات خارطة اختفائهم يموه بالطريق ويخفي المسير، لتكن مهمة المعقب أن يستوعب الإشارات ويكتشف مكان الاختفاء بأقل وقت، قبل أن يعاجله أي من فريق الخصم إلى مكان الخارطة ويمحوها ، هنا تسقط قلعة المعقب ويخسر اللعبة، تتعاقب الأدوار ، حفظ سلطان طرقات المفرق وزقاقها وأصبح خبيرا بها ، بخن شعابها وسبر أغوارها ، فتعلق قلبه بمدينته التي تنبض بالمزارع في قلب الصحراء المقفرة ، ، بيوت متواضعة مصبوغة بألوان مشعة قاماتها هرمة متساقطة ولا سياج يطوق خصرها .
خطاه أخذت تبتعد عن الحي ، وربحت تجارة المغامرة ، يحمل كيسه ويتجول ورفاقه بين الحواري والأحياء والشمس مصلوبة في كبد السماء، يتعقبون السحالي والعقارب والحيات ، يملئ كيسة بما تجود به صحراء مدينته من زواحف وحشرات وضفادع مثخنة بالجراح عاكسها حظ السعادة فخرجت من مخابئها فعاجلتها أيادي الباحثين المترفين اللاهثين يستجدون رضا أستاذ المختبر يتسولون بزواحفهم وطرائدهم القرب من المدرس ، في كل مغامرة وجولة صيد يحاولون أن يظفروا بطائر حسون ملون محنى الناصية لكن أمانيهم تذهب أدراج الرياح ، لتبقى الأماني أحلام يقظة .
يسرح خيال سلطان في عالم المغامرات، الكل في بيت والده تغشاه أمنة النعاس وسلطان يعيش أحلامه الوردية ، بحياة مغامراتية مثيرة ، شدته مغامرات عائلة ربنسون كروزر، تلك العائلة التي غرقت سفينتهم في عرض البحر ، ووجدوا أنفسهم على ظهر جزيرة خضراء بعد أن أنقذتهم يد العناية الإلهية ، عاشوا حياتهم بما توفر لهم من أدوات بدائية ، الرواية كـ كأس خمر معتق عاقرت خيال سلطان ، تخيل نفسه يقيّم بيتا على ظهر شجرة ولدية ماشية يصطادها يدجنها يتخيل نفسه يطرد الظلام بشموع يصنعها من دهون الحيوانات ويحلم بصقر يربيه على الاصطياد فيرافقه في مغامراته فيسحبه وحل النوم بهدوء ليأخذه إلى في قعر سبات عميق .