بدو وفلاحين ومِدن

بدو وفلاحين ومِدن
#وليد_عليمات

مصطلحات ارتبطت بطبيعة المعيشة وطرق العيش للإنسان.. وفي الحقيقة جمعينا حراثين مع اختلاف طرق الحراثة..
.
مرة قال لي جدي رحمه الله أن من كان يترك أرضه أو صنعته أو رعيته ويبحث عن وظيفة حكومية يقال عنه ( راح يدور الفقر)
حتى سبعينيات القرن الماضي كان التوجه للوظائف الحكومية قليل جدا فقد كان الاعتماد على الذات أفضل ومجدي أكثر من الدخل الذي يحصل عليه الموظف..

سياسات الافقار وضعف التنمية التي لم تواكب تطورات الدولة اقتصاديا وسياسيا ولم تواكب التغير الديموغرافي أدى إلى قتل القطاعات الانتاجية الفردية وعززت عمل الشركات ورؤوس الأموال فبدأت موجات التخلي عن الأرض والزراعة حينما اتجهنا للاستيراد وترك المنتج المحلي الذي زادت تكلفة إنتاجه بسبب الضرائب وارتفاع الأسعار واغرقت البلد بالعمالة الوافدة الرخيصة التي أدت إلى التخلي عن العمالة المحلية التي بدورها اتجهت للوظائف الحكومية. والتي أيضا أدت إلى الترهل الإداري وازدياد البطالة المقنّعة. على سبيل الواسطة والمحسوبية وسياسة الاسترضاء.
اجتماعيا صار مفهوم الأمان الوظيفي هو العمل في الحكومة (اشتغلت أو ما اشتغلت تقبض راتبك)
نزعونا من بوادينا ومن قرانا ومن مدننا… صارت القوة لمن يمتلك الواسطة وكم لك من أقارب ومحاسيب في الدولة.
أما البدو والفلاحين والمِدن.. صارت مصطلحات عنصرية ومناطقية للمباهاة والمفاخرة ولم تعد وسائل عيش فأصبحنا جميعا تحت رحمة الحكومات التي تتحكم بأرزاقنا ونعتمد عليها في كل شيء.. لذلك أصبحنا ( على قد اليد) ترفع الأسعار وتزيد الضرائب ونحن نحسب كم بقي لنا من رواتبنا بعد أن تأخذ الدولة حصتها..
جائع يفخر ببدويته.. وجائع يفخر بفلاحيته.. وجائع يفخر بمدنيته… وهناك من يستغل هذه الأصول ليصعد على أكتاف فئته ليجاور الدولة وينعم بنعيمها على حساب الشعب
وأنت بالنسبة للدولة ما هي قيمتك الضريبية.
إضافة إلى قانون الانتخاب الذي حول البلد لدوائر وحصر كل جزء من الشعب في دائرته للتحول المطالب الوطنية إلى مطالب فئوية وتنفيعات. ولم نعد نهتم بوطنية النائب او صلاحه بقدر ما نهتم بقدرته على تحصيل المطالب الفردية ( فاسد بس فايد جماعته)
قانون الانتخاب عزز الهويات الفرعية..إلى مناطقية ثم إلى عشائرية.. ثم إلى عائلية وجميع هذه الفئات متصارعة على غنائم فتاتية وتترك الوطن فريسة لرؤوس الأموال وشركائهم من الفاسدين الذين لهم انتماء واحد وهو جيوبهم وأرصدتهم

قد يكون هذا المقال متشعب.. ولكنهم أفسدونا اجتماعيا.. وقسمونا لفئات وعززوا فينا #الهوية_الفرعية التي تعتمد على المكاسب الشخصية على حساب هويتنا الوطنية كي تخلو الساحة لهم في فسادهم السياسي والإقتصادي

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سلمت يمناك استاذ وليد
    لقد لخصت المشهد السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي في الاردن في هذا المقال

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى