بدنا نيرة…كل صباح / يوسف غيشان

بدنا نيرة…كل صباح

ثانيا، نعم نحن -أخص كتاب المقالات اليومية-نكرر أفكار المقالات، وأحيانا نقلب المقال فوقاني تحتاني وننشره، وأحيانا تعصلج معنا فننشر ما لا نرضى عنه فنيا، لكن…!!
أما أولا، فهو أنني لا أمانع من نشر المقال مرات ومرات مادامت هذه المقالات قد ذهبت وكأنها مجرد فقاعات في الهواء. حتى الأجهزة الأمنية ما عادت تأبه بنا، بعد ان أدركت انه ما حدا قاري ورق، وأن القاري والقاري واحد …. وما قيل وما سيقال لن يحرك في الراكد شيئا.
الوزارات والدوائر الحكومية التي كانت تسجننا أو تقيم الدنيا على عبارة في مقال تشي بإهمال أو تسيب في تلك الدائرة ، لم تعد تكلف نفسها عناء الرد، وكأن شيئا لم يكن … ببساطة صرنا نكتب في فراغ ،ولغايات استلام قروش الراتب آخر الشهر…. يا للبؤس!!
اشتكى رجل زوجته للقاضي مدعيا بأنها تطالبه كل صباح بدينار وهو لا يستطيع تلبية طلباتها. استدعى القاضي الزوجة وسألها إذا كانت تطالبه بدينار كل صباح، فقالت:
– صحيح يا سعادة القاضي لكني أريد دينارا لمرة واحد فقط لكنه لا يعطيني فاستمر في المطالبة… ولا أريد دينارا كل صباح بل أريد دينارا واحدا ..العمر كله!!
هكذا نحن
نحن لا نكرر الطلب إلا لأن الرسالة والهدف مما نكتب لا يصل ….. لا الحكومات تستجيب ولا المواطن يطالب بحقه، لكننا رغم ذلك سنظل نقرع باب الخزان الى الأبد وبذات اليد .
نحن في الواقع نكتب في موضوعات لا يزيد عددها عن أصابع اليدين، لكننا نكتبها كل مرة بصورة مختلفة … لعلنا نخدع أو نقنع مسئولا بالرد أو مواطنا بالاحتجاج!!
والى ان يحين ذلك الوقت سنظل نطالب بالدينار كل صباح!!
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى