الزقرطّة..

مقال الثلاثاء 27-3-2018
النص الأصلي
الزقرطّة..
حمّل الأولاد “الفرشات” في صندوق البكم ، بالإضافة إلى حصيرة ووسائد زرقاء و”تيرمس مي” ،و”سخّانة” قهوة ،ثم تأرجحوا بالعمود الخلفي “للبكم” بسعادة وسرور منتشين بالرحلة التي طال انتظارها..
ولأنه يعرف أن البطارية بحاجة الى تبديل منذ شهور، أزاح نصف “البلوكة” عن العجل الأمامي.. ترك الباب مفتوحاً فليلاً طالباً من أولاده “دزّة” لغايات التعشيق وساعدهم بذلك قدر استطاعته..وبقي يعطيهم التعليمات من خلال الباب وهو يحرّك بالمقود وعندما تسارع البكم في النزول صعد اليه وجلس على كرسي السائق برشاقة فــ “عشّق” البكم وتصاعدت الدخنة ،في هذه الأثناء خرجت أم يحيى من الييت وأغلقت البوابة بصرامة خلفها وهي تحضن “سخانة شاي” وكيس بلاستيكي أسود مجهول الهوية ..فتح الشباك وقال للأولاد الذين يعتلون الصندوق: يابا انتو عارفين “بقدرش أخذكوا لا على عجلون ولا على جرش “البكم” منتهي ترخيصه من 3 سنين..بدنا نروح على أرضياتنا بــ”إبط الحرذون” و”المعصعصة” الشمالية..صفق الأولاد للقرار رغم انهم لم يفهموا شيئاً من كلام الوالد..
بين الأراضي المحروثة والوعرة سار “البكم” بهدوء وتأرجُح ، مما “خض معدة العائلة السعيدة”، كان يمرّ بالطرق الترابية ،وبمحاذاة الأودية ،متجنباً “الزلط” والصوان الحاد…بعد نصف ساعة من المسير تراءى في المشهد مرج اخضر واسع وممتد على استواء واحد، يتمايل فيه العشب وببعض أجزائه القمح اليانع..اصطف “البكم” على كتف السهل نزل الأولاد وأنزلوا الأغراض..أشار أبو يحيى إليهم شايفين يا أولاد هاااي “أرضنا” اسمها : “إبط الحرذون” وهذيك الخضرا زي الكف.. اسمها “المعصعصة” الشمالية..يا الله حطوا الحصيرة والفرشات..فرد الأولاد الحصيرة ووضعوا الفرشات على شكل مربع ناقص ضلع ، أخرجت أم يحيى الكيس الأسود المنتفخ مجهول الهوية ثم فتحته أمام الحضور في دعوة منها للأكل بشكل غير معلن ..قال أبو يحيى وهو يتناول “كمشة رشاد وكزبرة من الكيس”:يا بيي سقا الله هذيك الأيام، كنت قد شلاش، لا والله أزغر أزغر.. يوم أجيت اركض ع جدي هون الله يرحمه وأجعّر : يا جديييي قرصتني “زقرطّة” – اه والله كأنها هسّع – راح جاب جدي الله يرحمه زرّ بندورة فغم نصّه وحط نصه الثاني على عيني.. لكن “هيك نفخت عيني”…يحيى: من الزقرطة يابا؟
أبو يحيى: لا مش من الزقرطّة..من البندورة ..جدي قبل ما يفغم الزر حط عليه ملح الله يرحمه ويحسن إليه كان يحبها حامضة !!..المهم هاي كلها “من إبط الحرذون لبطن القط للمعصعصة” كان رحمة جدي وابوي يحصدوها لحالهم تلاقي الدراسة مش ملحقه عليهم..التركتر يرجد..وقلاّب رحمة نعمان العارف يرجد..لدّي يا أم يحيى: من عند العلامة هذيك لأول الزيتونات غااااد…هاي كلها إلنا والملك لله..
شايش: بس عمرك ما قلت لنا انه عندنا أرض يابا..
أبو يحيى: انداري!
شايش: يابا..طيب ما زال عندنا كل هالاراضي “إبط الحرذون” و””المعصعصة” ليش بعدنا قاعدين بغرفتين و “بكمك” مش مرخّص..و4 شباب عزّابية..ازرعهن يابا ،أجّرهن..او بيع قطعه منهن..
أبو يحيى: ما بقدر يابا..
شايش: ليش ما بتقدر..هالقد غالية عليك المعصعصة يزمّ!!
أبو يحيى: ليش هو انا ما قلت الكو؟
شايش وام يحيى ويحيى وشلاش وعاشة: لا ما قلت ..
أبو يحيى: مهو باعهن جدكو رحمة الله عليه.. يوم قرصتني “الزقرطّة” زعل من كل الأرض آه والله، قال الأرض اللي فيها “زقرطّة” وبتقرص الأولاد ما بدي إياها…بس قديش صارلهن مبيوعات هظحنا بعدنا بنيجي وبنطشّ فيهن كأنهن النا وزيادة ..حتى الناس ما بتعرف انهن مبيوعات ..بعدهم بفكروا هاي اراضي دار الحج يحيى الأبو يحيى..رحمة الله عليه…
نصيب…كله من الزقرطّة..لو ما قرصتني كان بعد الأرضيات معنا..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. الناس بتعرف انهن مبيوعات ومن زمان بس حفاظا على مشاعر ال ابو يحي الكرام ومشان ما يتنغصش خاطرهم لانهم جماعة حساسين كثير فالناس مغطرشة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى