إن بقي للأمرِ اهميه…؟! / كمال عفانه

إن بقي للأمرِ اهميه…؟!
ليس من عادتي ان اختار موضوعاً لأكتب عنه .. بل هي المواضيع اللتي تُلقي بنفسها في احضاني ولأني ربما سئ النوايا اربطها بواقعٍ اختاره انا للمقارنه الغير بريئه بتاتا .. واليكم دليلا حيَّاً على ما ادرجتُه سالفاً .. فقد شددتُ رحالي صبيحة هذا اليوم الملتهب حرّا لتسديد فواتير شهريه لإحدى الشركات الخدميه .. و بعد صعود ما يزيد عن الثلاثين درجه وصلت بهواً يتّسع لستة مكاتب .. وصدقوني اني قمتُ بتعداد الموظفين المتواجدين ..
26 شخصاً من الذكور وسيده واحده .. يعني 27 نفرا بالتمام والكمال في عين الشيطان .. اربعة منهم منكبين على أجهزة الكمبيوتر .. واحد منهم فقط للمصلحه العامه والباقي توزّع على العاب الكترونيه .. ثمانيه منهم على اجهزة الهواتف بين فيسبوك و واتس اب وخلافه اما السيده فقد تحوّط حولها باقي الساده الأفاضل يتداولون اخبار الذبيخ ومسؤوليات الاولاد والمصاريف .. حتى انهم ايضا خاضوا في امر اردوچان وايران .. وداعش .. وسط صيحات وضحكات مصحوبه بسحاباتٍ من إدخنة السجائر وتبادل اكواب القهوه وبين المقاعد المتناثره واللتي تم إصلاحها بلصقاتٍ خاصّه نظرا لتمزّقها .. نعم بين كل هذا الهرج والمرج والمكان العابق بكل شئ الا العمل للصالح العام .. كنا اربعة زبائن عجوز تجاوزت ال70 من عمرها .. و ذكرين على ابواب ال55 عاما ..و انا .. قد قلت ذكرين لأننا لو كنا رجالاً لما سمحنا بحصول ذلك الإهمال لشخوصنا منزوعة الكرامه .. خلاصة الحديث ان اربعتنا رحنا نستجدي الخدمه اللتي يقبضون هم اجورهم مقابل القيام بها .. ينظر اليك احدهم مستفسرا عن سبب حضورك كأنّك تتسوّل امام منزله ليتم قذفك من طاولةٍ الى أُخرى ..لا اعرف ما اللذي دعاني ان اقم بتشبيه تلك الواقعه بالشعوب العربيه وسط حكوماتهم … نعم نحن الاربعه نُشبه الشعوب العربيه اللتي تشقي وتتعب لتحمل فلوسها لتوريدها الى جيوبهم ولكنهم يتعالون علينا ويدّعون الإنشغال و لكنه في الواقع إنشغال بما يرونه هم انه اهم من زبائنهم اي الشعوب العربيه .. فنحن بإختصار نجعل منهم آلهةً ييعون فينا ويشترون و بِ(بلاش) .. بالمقابل نحن نرفعهم ونجلسهم على عروشٍ من جماجمنا .. ثم نجلس بكل هدوء وادب لنُمارس بل و نُحسن لعب دور المحكومين .. ننتظر الصفعه تلو شقيقتها ومثيلاتها من الدعس على الرقاب و رفش إقفية العباد .. و التعذيب في أقبية السلطان ..او نجلس ننتظر بفارغ الالم برميلاً محموما يبيد آمالاً في حقنا بالتنفس .. او يمحي من على وجه الحياه ورثة آلامنا واحلامنا البائسه .. احباب الله اكبادنا اللتي كانت تتدحرج رؤوسها قبل قليل بكل حُرقه امام اعيننا ونحن لا حول ولا قوه … وهنا خطر لي ان اورد هذه المحاوله الشعريه البسيطه …
ــــــ…»↓
بعد ان استفاقَ من غفوةِ النوم
احتسى خموره …
جلسَ على عرشهِ
وصاح منادياً …
يا قوم
هل يقع عليَّ لوم ..؟
لو سبيتكم …؟
و جعلتُ نِسائكم خليلاتي
لو ذبحتكم ..
و ملأتُ من دماءكم كاساتي
أخبروني…
هل يقع عليَّ أيُّ لوم
إذا سألتكم
لمَنْ المُلكُ اليوم ؟!
صاحوا .. هتفوا
انتَ…مولانا..
انتَ فرعون
لا مُلك لأحدٍ بعدك
حاشى أنْ يقعَ عليكَ لوم
لأنّكَ مولانا
ولكَ وحدك كُلُّ صلاةٍ و صوم
ـــــــ
هي رساله اوجهها الى من يهمه الامر إن كان قد بقي لنا ولأمورنا اية أهميه تُذكر
ـــــــ
Kamalafaneh@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى