الدكتور محمد الحباشنة / د . محمود الحموري

الدكتور محمد الحباشنة الذي كتب …
“لن اعيش في جلباب ابي” في الرجوع الأخير،
“إقتباس وتصرف”
الدكتور محمود الحموري؛
“ذكر وذاكرة في يوم دفن جثمان د. محمد الحباشنة”

انتقل الى رحمة الله وغفرانه وعفوه امس الاثنين الموافق 4 – نيسان، الدكتور المتميز “محمد فهيم الحباشنة” الطبيب النفسي وكاتب المقال الهام بعنوان “لن اعيش في جلباب ابي” والذي يقول في خاتمة مقاله:-

“أذكر أن نيسان الخطير (ابو ندهتين) بات قريباً, وهو لا يحتمل اي هامش من الغباء” !

فهل كان محمد الحباشنة يقدر انه سيغادر دنياه في نيسان من العام 2016 ؟
ام كان الرجل يتابع الاحداث التي جرت في الطفيلة عن كثب بحسرة الاردني الذي قرأ تاريخ الوطن بحذر عالم النفس الذي لا تفوته شاردة ولا واردة !
على اية حال سيوارى الثرى اليوم جثمان محمد الحباشنة في راكين التي ستودع فتاها قبل ان يعلم الاردنيون النص المجازي المتندر وهو يقول كتابة في مقالته ما نصه:-

مقالات ذات صلة

شغف الاستقلال بالهوية الذاتية, وحمى الرغبة في التعريف الشخصي, بعيداً عن التبعية يعتبران من الهواجس الضاغطة في النفس الفردية والنفس الجماعية.

والمعنى العام أن التمرد على السلطة هي مرحلة نمتحنها جميعاً في حياتنا, والمثل الأقرب هو خروج الابن عن سلطة الأب, وتحصل أما بأدوات توافقية مرهفة, أو عن طريق العصيان وشق باب الطاعة.

ما يحدث الآن في الأردن من حراك يتصاعد يوماً بعد يوم (خرج) عن إطار مسلسل لن أعيش في جلباب أبي, ففي السيناريو الاعتيادي يكون الأب الذي يخرج الابناء من جلبابه, مسيطراً وناجحاً وجذاباً واضف ما شئت من الصفات المتقدة او حتى المستفزه, ولكن الخشية من الذوبان في سلطوية الأب وقمعيته وربما نجوميته هي ما يدعو إلى الإنفصال. ومع هذا تبقى وشائج الاحترام والتبجيل والانتماء وربما التمثل حاضرةً لدى الابناء المستقلين. وما يتغير هي الحواجز والقواعد والأصول, وكل يعرف حدوده الإقليميه, الذي يضطر الأب أن يخضع لها ولو بعد مقاومة وهامش من التعنت.

الأردنيون في هذه المرحلة المفصلية ليسوا في صدد مقاومة الآباء بل هم يقاومون الغباء. ففي عقودهم التسعة الماضية قبلوا على أنفسهم الإنضواء تحت جلباب الأب حتى لو كان جلباباً مهترئاً أو قابلاً للفتق, ولم يطالبوا بقماشهم أو ثوبهم الخاص لا في البرد ولا في الشده. أما الآن فالحال في قمة الاختلاف عن الايام الخوالي. . .

“ويكمل مقاله الدكتور محمد الحباشنة قائلا” وهو يتألم مع وجع الطفيلة ذات يوم في المقال النادر”

الوجع في الطفيلة ليس خبزاً أو مالاً أو فوسفات, انه وجع في الكرامة, والأولى ان تحفظ كرامتها وكرامة أبنائها, لا أن نستخدم هنا تحديداً وهم دولة القانون الانتقائي …

أذكر أن نيسان الخطير (ابو ندهتين) بات قريباً, وهو لا يحتمل اي هامش من الغباء.
رحمك الله يا محمد واسكنك فسيح جناته فقد كنت تهيم في النفس البشرية طبيبا نفسيا متميزا وتقول ما لم يقوله الكثيرون حول ما يعترى الاوطان والاشخاص من اوجاع طارئة ومزمنة في لحظات فارقة …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى