.الانحياز للوطن

[review]الاثنين 13-12-2010

المشهد مخجل برمته..
مباراة تبدأ بصافرة ، وتنتهي ببوق "القيامة"!! تبدأ بتصفيق وهتاف وتنتهي بسيارات إسعاف ..تصريحات غير مسؤولة، اصطفافات لا معنى لها، رعونة في السيطرة، وقلوب مشحونة تبحث عن مناسبة للتفريغ والتفريق.

المشهد مخجل برمته..
الكبار يتحدثون بلغة الصغار،الحكماء يتقمصون دور"الزعران" ،أطراف تنفخ على جمر الفتنة ،المتربصون فرحين ،والدماء تجري من كل الوجوه.فلا تعرف الضارب من المضروب..ولا الطالب من المطلوب..والخاسر الأكبر "الوطن"..
**
..أن ما حدث في القويسمة ، مرشّح ان يحدث في أي ملعب آخر في العالم..بل من الطبيعي ان يحدث في أي ملعب في العالم، فالشغب (ايا كان مصدره) هو ردّ فعل إزاء الإحباط الناتج عن الخسارة أو التمادي بالاحتفال بالفوز..
لكن ما هو غير الطبيعي ان يتم تحميل الحدث أكثر مما يحتمل ،ونقل الكرة من ملعب الرياضة الى ملعب السياسة قبل ان ينتقل اللاعبون الى غرفة الغيار ،ونقل كاميرات "البث " الى مؤتمرات تلميع النفس على حساب الوطن ، والاشارة الى التقصّد أو التواطىء ، او "الاسترجال" للركوب على أكتاف الجماهير الثائرة.
**
لا تهاون هذه المرةّ في العقاب (مطلبنا كمراقبين ومواطنين).. مصممون على معاقبة المتسببين في إيذاء المشجعين علناً ، فلا يحق لأي جهة ان تستخدم العنف دونما مبرر ، أو أن تنحاز لفريق ضد آخر ، أو تصادر ابتهاج الفائزين ، او تعاقبهم على فرحتهم.. كما أننا مصممون في نفس الوقت على معاقبة المتسببين في تشويه صورة الوطن علناً، فلا يحق لأي كان أن يطلق اتهاماته جزافاً ، أو أن يلعب بالوحدة الوطنية بين قدميه كيفما يشاء ..أو يتحدّث بلسان خبيث عن "دمين" و"شعبين" و"لونين"..وهو لا يعرف أن نقطة دم واحدة تسيل من جبين أي مواطن أردني هي أثمن عندنا من الكرة الأرضية كاملة.

المشهد مخجل جداًً..كل ينحاز الى فريقه!! ولا احد ينحاز للوطن!!

مقالات ذات صلة

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى