اربعة اربعة اثنين .. / طارق النجادات

اربعة اربعة اثنين
علاقتي بكرة القدم كعلاقتي بميكانيكا الكم، وبالبعد الرابع ( الزمكان)، وبأثر الاشعاع الشمسي على المركبة الفضائية، وبالاجراءات التي يجب اتباعها في حال زيادة الحمل في المفاعل النووي وبدء انصهاره، جميع ما سبق اعلم بوجوده لكنه لايستهويني، او لاقل بأن علاقتي انتهت به بأنتهاء حياتي المدرسية.
لي صديق مدمن مشاهدة مباريات كرة القدم، يحفظ اسماء الاعبين وارقامهم واسماء زوجاتهم وتاريخ ميلادهم واعمارهم، وكم يتقاضى كل منهم في الموسم الواحد ومتى ينتهي عقده وماهو حظوظ أن يوقع لموسم اخر، او حظوظ أن يقوم نادي اخر بأختطافه من ناديه، وهو يشجع نادياً اسبانياً يذوب فيه، فأذا خسر هذا النادي يغلق هاتفه ولايخرج من بيته مساءاً إلا ان يشاء الله، وإذا فاز تراه مستبشراً كأنه ملك الدنيا بيمينه، يحاول معي أن اتماشى مع هوايته لكنه يصطدم دائماً بتقليلي من شأن مايتابعه، باسئلة لا يجد لها جواب، من مثل :- واذا فاز النادي الذي ستشجعه ماذا ستسفيد؟ هل سيمنحونك وسام أم ترقية؟ واذا خسر ماذا ستخسر؟ وهل تحليلك للمبارة قبل بدءها وبعد انتهاءها سيقدم شئ او يأخر؟ ماذا لو كان المدرب الذي يشرف على ناديك قد ضرب بكل توقعاتك عرض الحائط وأتبع طريق اخرى أدت إلى الخسارة او تعادل بطعم الخسارة ؟
حينها فقط يتراجع مدافع عن نفسه بأن العيب ليس في شخصه وانما في شخصي، فالرياضة فن لا اجيد انا استساغته وكتاب لا اجيد قراءته، وهذا منه يكفيني بأن يتوقف كل مارأني عن الاسترسال فيما لا اجيده.
خلال ساعات سيتم إعلان تشكيل الحكومة وحلف اليمين، إلى كل الذين يتوقعون قوامها أظن بأن صديقي قد اوحى لي بأن التشكيلة ستكون اربعة اربعة اثنين وبأنه ينتظرنا تعادل بطعم الباباراتزي الذي لا يقاوم .. يعني صحة وهنا او اقول أكلنا خل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى