المبالغة بالمديح والنفاق الاجتماعي . . !
موسى العدوان
بمناسبة كثرة المديح لحكومة الرزاز على أدائها لمواجهة فيروس كورونا حتى الآن، أود أن أعيد ما كتبه الشاعر الألماني الفلسطيني نائل بلعاوي رحمه الله :
لم أسمع حتى اللحظة شكرا للحكومة على الأداء البارع، لا في النمسا ولا في جارتها الكبيرة ألمانيا لأنهما حققتا إنجازا لافتا على وباء كورونا.
لا احد هنا يقول شكرا لميركل أو لكورتز، ولم نسمع أن أحدا امتدح ” القيادة الحكيمة ” فعلها في المرحلة الحرجة. وأقصى ما يمكن أن يقوله المواطن الألماني أو النمساوي، تعليقا على تحقيق تلك النتائج الجميلة : ” لقد قامت الحكومة بما يجب عليها أن تقوم به “.
و في بريطانيا خلال منتصف القرن الماضي، ذهب إلى تشرشل رئيس وزراء بريطاني مساعده ” وليام ديكون “، يحمل مقالا يتحدث عن عظمة تشرشل كتبه الأستاذ ” إيشياء برلين “. أستاذ الفلسفة في جامعة أوكسفورد. وكان المقال مغاليا في الإشادة بمزايا تشرشل، والتحدث عن عظمته وعبقريته، ويظهر أن بيرلن كتبه في ساعة نشوة وانبهار.
قرأ تشرشل المقال وأعاد قراءته مرة ثانية، ثم كتب على هامشه بخط يده جملة واحدة نصها : ( Too good to be true حسنا جدا أن يكون ذلك صحيحا )، ولم يقدم للكاتب وساما أو أعطية.
وأنا من حيث المبدأ، لست ضد المديح والشكر لمن أحسن عملا، فالحديث الشريف يقول : ” من لا يشكر الناس لا يشكر الله”. فالمطلوب أن يكون الشكر لإنجاز عمل حقيقي بما يستحقه، ولكن دون مبالغة.
فهل لكتّابنا البارعين بالمديح في كل المناسبات، وعلى اختلاف نتائجها، أن يخففوا من جرعات مديحهم المبالغ بها، و يتجنبوا هذا النفاق الاجتماعي المقيت ؟
التاريخ : 3 / 5 / 2020
