هموم الشعب ألأردني / منى الغبين

هموم الشعب ألأردني

كانت المنابر الإعلامية محدودة جدّا في الماضي , ومع انتشار النت والفضائيات أصبح النشر والكلام والتنظير متاحا للجميع , وغالبية ما ينشر في الأردن يحاول أن يقترب من هموم المواطن وآماله وآلامه ولكنّه قلما يوفق لمعرفتها وتشخيصها , فرأيت أن أدلي بدلوي في هذا الشأن , فإن وفقت وأصبت فالحمد لله وإن كانت الأخرى فاستغفر الله , وآمل أن يكون لي أجر المجتهد على الحالين.
وبادئ ذي بدء يجب أن نعترف بأنّ المواطن الأردني يعاني من هموم لا تحملها الجبال , ولا تطيقها الجمال , فهو مهموم في نومه ويقظته , في كل شهيق غصّة , وفي كلّ زفير زفرة , عابس بائس , مهموم مغموم , مذهول , مدهوش , …… هذه هي الحقيقة الأولى.
والتحدي الذي يواجهنا هو معرفة طبيعة هذه الهموم وماهيتها لنتمكن من علاجها ليصبح راضيا باسما متفائلا مقبلا على الحياة ,يفيض سرورا , ويقطر سعادة , ويفور نشاطا , ويفوح ابتهاجا؟؟؟؟ لقد قبلت التحدي فوصلت للنتائج التالية:
المواطن الأردني يعيش عزيزا كريما في وطنه فلا فقر ولا جوع ولا ظلم ولا مرض ولا فساد ولا استبداد ولا خوف ولكنّه لا ينام الليل أرقا وقلقا من تشكيلات الحكومة كلّ ستة شهور , ويتابع أخبارها , وتصريحاتها , ونشاطاتها باهتمام بالغ وحرص شديد.
المواطن مهموم مغموم من الأخطار البيئية التي تهدد كوكب الأرض , ويتابع أخبار الفلك والشهب والكواكب والكويكبات وثقب الأوزون _ بمنتهى القلق والاضطراب.
المواطن يكاد يموت حزنا على بعض الكائنات الحيّة في أعماق البحار المهددة بالانقراض.
المواطن لا يستطيع النوم من الكوابيس المزعجة التي تداهمه عند النوم بسبب خوفه على مجلس النواب من الحكومة , وخوفه على الحكومة من مجلس النواب , ويحلم بقناوي ومسدسات وأحذية تتطاير في أرجاء المجلس الموقر!!
المواطن يتفطر حزنا وألما على الأزمة الاقتصادية التي تتعرّض لها الرأسمالية , ويدعو الله صباح مساء أن يوفق سدنتها لإيجاد حلول تعيد ترميمها لئلا تنهار!!
المواطن يبعث الزفرات , ويتجرع الحسرات بسبب ضياع الأندلس.
المواطن يسفح الدموع بسبب الزلزال الذي يضرب كاليفورنيا وشرق آسيا.
المواطن يعيش برعب خوفا من تغيّر المناخ ويخشى أن يصبح وطنه مهبط ثلج وصقيع مثل أوروبا , ويزداد رعبا من خوفه من ذوبان الثلوج وجبال الجليد فيظهر ما تحتها , وربما أغرقت الأرض كل الأرض.
المواطن مهموم من هموم هيفاء وهبي ونانسي عجرم وما يتعرضن له من عثرات في حياتهن.
المواطن يذوب رعبا من فكرة استخراج النفط في الأردن لئلا يستنزف ولا يبقى للأجيال القادمة شيئا.
المواطن حزين على انهيار المعسكر الشرقي وتخلي الروس عن الشيوعية.
المواطن مهموم مغموم بكلّ ما ذكر وما يشبهها من قضايا إنسانية وكونية , فهل من سبيل لعلاج هذه القضايا لنعيد له البسمة بدلا من الكشرة , والسرور بدلا من الحزن , والهناء بدلا من الشقاء؟؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى