فرح مرقه: الخيال العلمي في “لحية” حسين المجالي.. والثوب الاردني لا يليق بنداء شرارة

فرح مرقه: الخيال العلمي في “لحية” حسين المجالي.. والثوب الاردني لا يليق بنداء شرارة وسؤال لسفارتنا في لبنان.. “لفافة الحشيش” قد تجيب عن المصريين “ليش قتلوه”.. ووعد للخليفة البغدادي حين يذهب لفلسطين ويخلصنا من الاحتلال.. والفجور تهمة جاهزة لنساء الشرق..

لحية المجالي والخيال العلمي..

أضحكتني جدا تحليلات تسابقت للحديث عن “لحية” وزير الداخلية الاسبق الجنرال حسين المجالي وظهرت في مقابلته المثيرة للجدل عبر BBC مع الاعلامية المعروفة جيزيل خوري.
عمق التحليلات الفارغ قرر فجأة أن يتهم الرجل “بالميل للتشدد الديني”، في الوقت الذي رأيته ببساطة مع إعلامية غير محجبة، وبصورة وأحاديث تشبه دبلوماسيته المعهودة.
اللحية أو الذقن على رجل أمن لا بد أن تتم ملاحظتها، ولكن أن يتم ربطها بسهولة بتشدد ظهر “فجأة” على الرجل أشعرني بكمية “الخيال العلمي” لدى بعضنا خصوصا عندما يتعلق الأمر بموجات الإفتاء .
الجنرال المجالي ذاته ضحك من التحليلات عندما استفسرتُ منه، وطالب من لديه التحليل المذكور أن يسأل زوجته التي تغضب منذ سنوات طويلة لتفضيله للذقن على الحلاقة، في الأوقات التي لا يكون فيها في الخدمة الامنية، ما جعله يعاهدها على الحلاقة من فترة لأخرى كحلٍّ للإشكال.
بالنسبة إلي، المقابلة جاء فيها آلاف الرسائل الاهم للالتقاط، فالجنرال بقي رجل دولة حتى الرمق الاخير، ولم يخرج بتصريحات نارية كما اعتاد الشارع الاردني من الساسة عقب تقاعدهم، كما أصرّ خلال حديثه على “أنسنة” حياته العملية مع العائلة المالكة ليظهر جانبا لا يعرفه كثيرون، كما داعب الاردنيين بحادثة حرق الطيار معاذ الكساسبة.
كنت أفضل لو أنني سمعت نقدا عن كون الرجل حتى اللحظة لم يعلن اسبابا مباشرة لاستقالته، أو عن السبب الذي جعله يعوّم اجابات مختلفة للأسئلة، ولكني لا أدري إن كنا بتنا نفضّل البحث عن “المظاهر” فقط!

**

نداء شرارة رمز الفجور والعنصرية “فجأة”..

بذات الطريقة التي اتهمنا فيها الجنرال المجالي بالتشدد، قررنا أن نتهم في أردننا الحبيب فتاة أعلت اسم البلاد بصوتها في برنامج المسابقات The Voice بثلاث تهم تنمّ عن سطحية مبالغ فيها ونظرة سلبية للأمور.
“المرضى” من الاردنيين قرروا فجأة اتهام ابنة بلدهم نداء شرارة والتي فازت بلقب البرنامج بكونها “فاجرة وعنصرية ومدعومة من السفارة الامريكية” دفعة واحدة وبمجرد حملها اللقب، لتنمو على وجوه كل “الذكور” لحى التطرف الحقيقية، ويبدأ قيح بعض النفوس شديدة العنصرية بالسيلان على قاعدة من “النقد للنقد فقط”.
برأيي وببساطة لا تضايقني تهمة “الفجور” فالمرأة في شرقنا الجميل الحبيب متهمة بذلك بكل الاحوال، وهنا لا أذيع سرّا إن قلت لـ”نداء” أن حجابها ليس المشكلة، فلو كانت دونه لاتهمت بالفجور ايضا، ولو كانت مهما كانت فالاجابة واحدة، طالما انها فتاة في الشرق العربي قررت ان تكسر قالبا وضعها فيه المجتمع.
أما تهمة العنصرية التي لحقت بالفتاة بطريقة “الفجأة” ولسبب لا علاقة لها فيه هو انها لم تحمل علم الاردن، فإني أحيل التهمة ذاتها للسفير الاردني في لبنان وللطاقم العامل هناك ولوزارة خارجيتنا، فهي المسؤولة عن دعم الاردنيين في الخارج وليس هم انفسهم، وعليه يتحول اتهام الشابة تحت عنوان “اصولها الفلسطينية الشريرة” التي جعلتها لا تحمل العلم، إلى “هل أصول الفتاة الفلسطينية منعت السفارة الاردنية من تحميلها العلم ودعمها؟”.
قصة السفارة الامريكية مضحكة ومعلّبة لدرجة لا اريد الرد عليها، ولكني احب ان اضع بعض التساؤلات البريئة حول الحادثة ككل: الفتاة أردنية وكان واضحا انها تتقدم في البرنامج وبصورة كبيرة فلِم لم يبادر مسؤول اردني للاهتمام بها او حتى اهدائها “ثوب تراثي” تطل علينا فيه كما نفعل مع الاجانب؟ لماذا لم نسمع عن اي حملات دعم او مؤازرة للفتاة من جانب التلفزيون المحلي او حتى شركات الاتصالات كما كان يحدث مع ديانا كرزون في سوبر ستار؟ والاهم إلى متى سنظلّ نكسّر المجاذيف لبعضنا، حتى نغرق في اكتئاب مزمن لا يترك خلفه احد؟.
السؤال الابرز لـ MBC لماذا كانت تصرّ القناة على اظهار الفتاة المحجبة في “اقل درجات الاناقة” في الوقت الذي كانت فيه كل الاخريات يحظين بالكثير من العناية؟؟
أظن علينا أن نتصالح مع انفسنا اكثر، فغناء نداء لا يقطع رأس احد ولا يشرّد اخر، هذا ما يشوّه الاسلام وصورته وليس شدو فتاة تخطّ مستقبلها كما تحبّ.

**

الجيش المصري: ليش قتلوه؟

أحتاج كلمة تعبّر عن شيء أكثر من الحزن والخذلان، فما أصابني أمام مشهد الرجل الغزّي العاري الذي حاول اجتياز الحدود المصرية كان أكبر من الكلمات المعروفة.
لست أدري السبب الذي يجعل مصر تقبل بأن تقتل رجلا بهذه الطريقة، وفي حالته لا يمكن للقتل الا ان يكون لأجل القتل فقط؛ فالشاب منحهم كل الاشارات بكونه مسالم وغير مسلح وعارٍ، كما أشار الجندي الفلسطيني لهم عن مشاكله النفسية.
شاهدت الفيديو عبر الجزيرة مباشر، وكل ما رافقه من تعليقات من سكان المنطقة والجندي الذي حاول الاشارة للمصريين بأن لا يطلقوا النار، ومع ذلك لم اجد جوابا للسؤال الذي طرحه الناشطون في كل مكان تحت عنوان “ليش قتلوه”.
الفيديو المذكور لو لم يشرحه احد لظننت الجنود اسرائيليين، فالوحشية لديهم باتت معتادة ومعروفة، أما ما جرى من جانب المصريين فلا بد له أن يكون “غير منطقي” ولا يعكس إلا “لفافة حشيش” تناولها احدهم فما عاد يميز ما يفعله!.
أظنّ الحشيش وحده قد ينجي هؤلاء هذه المرة..

**

البغدادي حين يتذكر فلسطين..
استمعت لتسجيل الخليفة “ابو بكر البغدادي” في بث له على قناة روسيا اليوم، كما اعجبني التحليل الذي اعتمدته القناة باعتبار الامر “دليل انهيار” للبغدادي ورجاله، كونه التفت اخيرا لفلسطين، التي لم يسمع منه احد قبل ذلك اسمها ولم نشعر ان له دخل في قضيتها.
بالنسبة اليّ التحليل الروسي منطقي، وان كنت اتحفظ عليه لانه يخدم موسكو بصورة اساسية، ولكني وللتاريخ سأعلن” لو قاتلت الدولة الاسلامية في فلسطين للتحرير سأعيد النظر بكل احكامي عليها وعلى رجالها ومموليها” وحين تدحر الاسرائيليين من الارض المقدسة فسأكون ضمن صفوفها، كما قد افعل مع اي فصيل في الارض يهزم الاحتلال لصالح اعادة ارض فلسطين لاهاليها الاصليين لو كانت ديانته البوذية.
كوني سمعت البغدادي يكرر كلمة “شمّروا” للجهاد، فها أنا بانتظار “جهاد حقيقي” أشمّر له، وجهته معروفة وقبلته لا تحيد..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى