
هل من مُروِض لرياضتنا في الاردن ؟
تاريخيا ومن منظور علم اجتماع الرياضة ؛ قامت فلسفة الرياضة بالمعنى الانساني والتربوي المراد تحقيقهما على استثمار وتحويل الطاقات العدوانية /الفطرية “الفجور” لدى الافراد والجماعات الى ممارسات وفعاليات رياضية تنافسية؛ مقبولة ومدعومة اجتماعيا وثقافيا ووفقا لخصوصية كل مجتمع ؛ لذا نجد كل هذا التنوع في اعداد واسماء ومحددات ممارسة كل لعبة على حِدا.
– أن استخدام الجُهد العضلي في الاصل لدى الافراد والجماعات صفة ملازمة لحِراكهم المُغالب كبشر والساعي نحو تامين اسباب عيشهم كل في منطقة ومناخ حامل لخصوصيته ؛لذا اشتُق مصطلح الرياضة من “روض ؛يروض :رياضة” للتعبير عن ابعاد الجموح والسلوكيات العدوانية لدى البشر دون غيرهم .
– علميا وثقافيا؛ لعل ما يميز الرياضة عموما كواحدة من مبادئ الامن والتعارف الانساني “ممثلا بالاتحادات الدولية للرياضات المختلفة” عن العنف وصولا الى الصراع كمهدد للأمن العالمي؛ يكمن في ان هذه الحركات والمنافسات المنظمة بين الرياضين عبر الالعاب المتعددة ؛قد اسُتثمرت بشريا عبر التعليم والتدريب المستمر من قوة عدوانية كامنة لدى الانسان الى سلوكيات تنافسية سلمية مُعاشه؛ مقبولة ؛مقننة وهادفه لتحديد من الفائز سلميا؛ وبدليل مُضاف نلاحظ ان لها كألعاب الكثير ممن يساند رياضييها وانديتها المُتابعة عبر التفاعل اللحظي المباشر اثناء مبارياتهم الذي وفرته التكنولوجيا بدورها التسويقي
المبهر لجماهير المشجعين باختلاف لغاتهم وجنسياتهم.
– لقد تحولت الرياضات التنافسية والمنظمة دوليا الى وسيلة للتعارف والتميُز بين شعوب وأندية المعمورة وفقا لتميزها بأنواع معينة من الرياضات؛ والا ما الذي يدفع اي منا لتشجيع لاعب/ة أو نادِ اجنبي لا يربطه به سوى تميز ادائه في هذه الرياضة او تلك..؟
• اما اردنيا للأسف؛ فان المتابع المُنصف يرى بأن رياضة كرة القدم تحديدا وجل انديتها وجمهورها المتعصب منه ؛وهي الرياضة الاكبر جمهورا وانتشارا واعدادا مازالت غير ناضجة في تمثلها او حتى اشهارها المفترض لقيم الرياضات التربوية والتنافسية والامنية بالمعنى الانساني على مستوى مجتمعنا الاردني رغم اعتزازنا الدائم انه الاعلى نسبة في التعليم والتنوع السكاني بالمعنى الدستوري للمواطنة؛ بدليل ان هذه الرياضة والقائمون على لاعبيها واستقطاب جمهورها لم ينجحوا للان وبكل وجع في ترجمة مفهوم التنافس الرياضي النبيل من مستوى الفطرة الصراعية الكامنة لدى الانسان كما اسلفت باعلاه الى مسرح ورحابة المنافسات الرياضية السلمية كما هي فلسفة الرياضات في هذا العالم المعولم الى منهجية وطنية داعمة ومسارعة للاندماج الاجتماعي بين اهلنا من مختلف الاصول والمنابت والتي نعتز بتنوعها وتكاملها وطنيا .فهل من مروض لرياضاتنا بعيدا عن العنف اللفظي او السلوكيات التحطيمية المدانة خلقا وقانون.
* قسم علم الاجتماع – جامعة مؤتة .