البديع والبيان

البديع والبيان / يوسف غيشان

هاتفني مواطن مقهور ومتضايق من كثرة الأخطاء النحوية التي يقترفها بعض السادة النواب، تحت القبة.
سيدي الفاضل
منذ قرون لم اعد أمنح نفسي ترف الاستماع أو قراءة خطابات البرلمان لكني اعرف ان ما تقوله صحيح، فقد شاهدت قبل ذلك بقرون خطابات من مجالس أكثر تقدما من هذا المجلس، وكان مليئا بالأخطاء اللغوية، لكأن السادة النواب يرغبون في إرضاء الجميع، حتى أولئك الباحثين عن الأخطاء اللغوية ..مثلك!!
سيدي الفاضل
للعلم، أنا أيضا لا أقصّر في مجال الأخطاء النحوية خلال الخطابة، لكني لن أرشح نفسي للبرلمان، وحينما اضطر للحديث في الندوات أحتال على ضعفي باللغة الدارجة. لذلك أشكر التلفزيون الأردني الذي أتاح لي فرصة عدم الظهور والتحدث أمام الناس.
سيدي الفاضل
إن شعوبا عربية بقضها وقضيضها تعيش في أوقيانوس من الأخطاء النحوية:
– يرفعون المفعول به إلى الأعالي ويجرّون الفاعل!!
– يجعلون المبتدأ في خبر كان والخبر ضميرا مستترا تقديره الفساد والإفساد دائما والجملة الاسمية!!
– يتآمرون على ظرف الزمان ويسمسرون على ظرف المكان، ويصرحون ان ليس بالإمكان أفضل مما كان.
سيدي الفاضل،
لحلحها!!!!!!!!!!!!!!!!
وتذكر قصة النحوي الذي صعد في قارب مع رجل آخر، وفي الطريق سأل النحوي الرجل إذا كان يعرف في علم النحو فقال الرجل انه يجهل ذلك تماما، فصرخ النحوي: -إذا فقد خسرت نصف عمرك!!
بعد قليل اشتدت العواصف وشارف القارب على الغرق، فقال الرجل للنحوي:
– هل تعرف السباحة؟؟
– لا …. أبدا، فقد كنت منهمكا في تعلم النحو والصرف.
– إذا. فقد خسرت كل عمرك!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى