تيريزا ماي تعترف..

مقال الأحد 14-7-2019
تيريزا ماي تعترف..
بكل هدوء وثقة بالنفس وشجاعة..اعترفت رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي بانها فشلت.. لكنها لم تخف افتخارها بخدمة وطنها في نفس الوقت لا تستطيع أن تزوّر او تزيّن خيبة الأمل وتدعي “ببجاحة”أنه قمة النجاح…
على أية حال المدة المتبقية لها عشرة أيام فقط ،حتى تلملم أغراضها وكتبها وباكيت النسكافية (3 في 1) و صورها التذكارية من المكتب وتغادر..سوف تطوي الصفحة تماماً، وتنصرف ربما إلى الخدمة الاجتماعية،وربما الى المواضيع الانسانية والتطوعية ، خرجت كما دخلت ، لا تمتلك قصراً جاءها هدية بسبب خدماتها الجليلة ولم تستول على جبل سيجته وأسمته منطقة خاصة من بركة يدها ،ولن تتمتّع بحراسة امنية ولا سوّاقين عسكريين، ستنخرط في المجتمع البريطاني العادي ،وسوف تحمل أكياس محارم التواليت،وكيس بصل ،وبعض منظفات المراحيض وتقطع الشارع كما شاهدنا الرئيس الفرنسي السابق “أولاند” قبل ايام..
أن تشعر في لحظة صدق مع وطنك قبل نفسك أنك غير قادر على العطاء، فجميل أن تستقيل وتصارح الذين خذلتهم بأنك كنت أضعف من أن تدير حكومة ، وأجبن من أن تواجه الحقيقة ، وأن الكرسي ليس أقصى طموحك وانما رفاه الوطن ورفعة الوطن هو الذي يجب أن يكون أقصى طموحك..”تيريزا ماي” قدّمت استقالتها بهدوء وثقة وتصالح من الذات، لم تتهم الدولة العميقة أنها عرقلت عملها ،ولم ترم ضعفها وتخبّطها الاداري على قوى الشد العكسي، ولم تقل لأنها تمثل “ألأقليّة”، فالعشائرية البريطانية تنمّرت عليها وحاربتها ، ولم “تؤسفن” الرفاق والشرفاء من البريطانين حتى تخلو الساحة لها..كما لم تزوّر ضعف شخصيتها ، بتحميل الناطق الاعلامي باسم الحكومة أوراقاً كل شهر لتقرأ الانجازات التي قدمتها حكومتها ،وكلّها انجازات وهمية ورقية لا يشعر بها الا الفريق الوزاري “زي اللي بينكّت نكتة وبيضحك عليها لحاله”..
بالمناسبة لست مجنوناً في الغرب ولا أرى كل شي “افرنجي برنجي”، انا أعظّم الإنسان الذي يحترم نفسه، ويكون صريحاً مع الذين يخدمهم، انا أحترم الانسان الشجاع الحر ولو كان في أدنى رتبة وظيفية ، وأمقت الانسان الجبان العبد ولو كان في أعلى رتبة وظيفية..فالحرية والشجاعة لا تخضعان لسلم وظيفي..
تيريزا ماي تمضي على طريق يعرفه البريطانيون والأمم الديمقراطية جيداً…الاعتذار والاستقالة..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ما هو المطلوب يا حضرة الكاتب..؟! إستقالة فراش الوزير عندنا..؟! أم إستقالة رئيس الحكومة مثلا..؟! لم نرقى بمسؤولينا لنكون دولة متحضرة بعد.. وهذا يحتاج إلى حرية الروح.. لا العبودية لمرض الزعامة المنتشر في مجتمعاتنا..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى