ايهما افضل واحلاهما مر … الإهمال ام المواجهة ؟ / سهى عبدالهادي

ايهما أفضل واحلاهما مر … الإهمال أم المواجهة ؟

بعض الحقائق او الامور على ارض الواقع ليست دائما جميلة لذلك قد نلجأ الى الى حيل دفاعية نبتغي من خلالها الراحة والرضا والإحساس بالأمان وإن كان كاذبا ، فنعمد إلى إهمال هذه الحقيقة او تلك ، وعلى الأغلب يكون فعل الإهمال هنا مقصود ، وقد نتظاهر احيانا بغير ما هي عليه بمعنى نكرانها حد التصديق الذاتي بعدم وجودها او هكذا يحلو لنا ان نتعامل معها …

اسباب النكران وعدم مواجهة الحقيقة والواقع عديدة ، منها :

ارتباط هذه الحقائق بمشاعر تثير الالم داخلنا او داخل من نحب فنعمل بكل قوتنا لتجنبها لإن مواجهتها سوف تكون أشبه بتنظيف وتطهير جرح غائر ممتلئ بالقيح الذي تحاول النفس جاهدة الهروب منه ومن ألمه بأقصى طاقاتها ، وقد ترتبط لدينا بخوف المواجهة وخاصة مواجهة النفس لعيوبها ومواطن تقصيرها ، وتعد هذه من اصعب انواع المواجهة التي تحتاج منا الى جرأة وصدق بالدرجة الأولى ، وهناك الخوف من مواجهة الآخر حبا او حرصا او احتراما …او …او ….الخ
واحيانا يعود السبب الى نمط التربية التي لا تشجع على الإعتراف بالواقع غير المرضي حتى لو كان هذا الإعتراف هو نصف الطريق الى إحداث التغيير المنشود ، وقد تكون الاسباب مجتمعية تفرضها النظرة التقليدية للامور فيصبح الخوف من كسر تابوهات التفكير تحدي آخر يضاف الى التحديات السابقة لتشكل معا قوى دفع مضادة تجعل من السباحة عكس التيار سواء داخل النفس او خارجها شئ غير مرغوب وغير محبب لانه يعمل على تعكير صفو المياه الساكنة وان كان سكونها على غش ، او قد تكون اسباب النكران بسيطه ومتعمدة وهذه تتوفر لدى الأشخاص الذين لا يحبون تعقيد الامور ولهم في ذلك وجهة نظر خاصة ومختلفة حيث لا يرون ان هناك حاجة للتوقف والتفكير بما يجري حولهم وفي علاقاتهم من باب ان الحياة قصيرة ولا تستحق ان يزعج الإنسان نفسه بالتفكير والتسآول عن ما يدور حوله ، ولا شك ان هذه الفئة مرتاحة الى حد ما لقبولها بالأمور المحيطة بها وبداخلها كمسلمات ،
ومع احترامي للإختلاف ولهذه الفئة التي اختارت طريقها بما يضمن لها راحتها ولو مؤقتا لكن يبقى في الأفق فضول يستدعي بحثا وتأملا :
الهذا خلقنا ؟
ولماذا خلق الله لنا العقل اذا لم توجد حاجة لإستخدامه ؟
وكيف سيحدث اي تطور ايجابي في حياتنا اذا ركنا الى المسلمات دون ان نهزها لنرى ارتداداتها على الأقل ؟
واين نحن من قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) ؟

مقالات ذات صلة

اسئلة عديدة تطرح نفسها ولكن يبقى السؤال الأكبر :
ماذا نريد من هذه الدنيا ؟
الإجابة بصدق على هذا السؤال سوف تفتح لنا طرق سير متعددة على رأس كل منها علامة استفهام اخرى مثل كيف ، متى ، لماذا ، من ، وأين ….. ولا شك ان في التفكر والإجابه على كل منها مدخل لحياة كامله قائمة على الوعي والإختيار والتخطيط والمثابرة للوصول الى الحياة الفضلى التي نتمنى …

سهى عبد الهادي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى