النظام الرّسْميّ العَرَبيَ وفلسطين بيْن قِمّتيْن

النظام الرّسْميّ العَرَبيَ و #فلسطين بيْن قِمّتيْن

د. #معن_علي_المقابلة

القمّةُ العربيةُ التي عُقدتْ في #القاهرة في التاسع والعاشر من آب عام١٩٩٠ قراراتُها كانتْ كارثيّةً على المَنطقة بحيْثُ أصبحتِ المَنطقةُ تحْتَ الوِصاية الأمريكيّة المُباشرة عندما حَطَّ آلافُ الجُنود الأمريكيين والغربيين في المنطقة بجواز سَفْرِ عربيّ ، وكشفتْ عن عجْزِ النّظام الرّسْمي العَرَبيّ في إدارة شؤون نفْسِهِ بَعيداً عن التدَخُّل الخارجيّ.
القِمّةُ القادمةُ في القاهرة يوم الخميس ٢٠٢٥/٢/٢٧ وحَسْب التّسريبات مَطلوبٌ منها تقديم خُطَّةٍ بديلةٍ عن الخُطَّةِ التي طَرَحَها ( ترامب ) بشأن غَزَّةَ المُرتبطة بتهجير أهْلِ القِطاع للأردنّ ومِصْرَ ،وهذه التسريباتُ تتحَدَثُ عنْ خُطَّةِ إعمار غَزَّةَ وعَدَمِ تَهْجيرِ أهْلِها مُقابل تجريدِ المُقاومة منْ سِلاحِها ، وليسَ هذا وَحَسْب بل خُروج حَماس من المَشْهَد تماماً ، حتّى إنّ الكيانَ يَرفضُ أنْ يكونَ للسُّلْطَةِ دوْرٌ في إدارة القِطاع ؛ لأنّه يَعْلَمُ أنَّ إدارةَ السُّلطةِ للقطاعِ تُثَبْتُ مَفهومَ الوِحْدة الفلسطينية ومَشروعَ الدّوْلةِ الذي لمْ يَعُدْ مَوجوداً ولمْ يكنْ أصلاً في أجندة الكيان ، ويبدو أنّ الإدارة الأمريكيةالحالية انحازتْ تماماً للرؤيا الصهيونية بِعَدَمِ وُجودِ دولةٍ فلسطينيةٍ .  
يبدو أنّنا سنكونُ في السّابع والعشرين من هذا الشّهْر في مَشْهَدٍ سريالي شبيهٍ بمَشْهْدِ صَباح يوم العاشر من آب عام .١٩٩م ، وهو الإجهازُ على آخر ما تبقّى من أوراقِ التّوتِ التي تُغطّي عَورةَ النّظام الرّسميّ العَرَبيّ ، وهذه المرّة دمّجُ الكيان الصّهيونيّ في الإقليم وتنصيبه سَيّداً بلا مُنازعٍ وتصفيّةُ القضيّةِ الفلسطينيّةِ بمُباركةِ القِمْةِ والأمريكان . الفارقُ الوحيدُ بيْنَ القَمَّتيْن أنّه لنْ يكونَ هناك صِراخٌ كماحَدَثَ في القِمَّةِ الأولى .
 
هذا قَدَرُ أصحابِ القضيّة مِمَّنْ يقطنونَ بيْن النّهْرِ والبحْرِ ؛ فقضيتُهُم في طريقها للتّصفية ، العَرَبُ هذا مَشروعُهم ، والشعوب العربية ليست احسن حالاً من انظمتها فهي في سبات عميق، أمّا فلسطينيي الشّتاتِ ونُخَبُهُم لمْ يعدوا أكثرَ منْ مُتابعين كغيرهِم منْ سُكان المَعْمورة ، وفي أحسنِ الأحوال عَقْدُ مُؤتمراتٍ منْذُ عَشَراتِ السِّنين كالذي يُعْقَدُ الآنَ في الدّوْحةِ بشكْلٍ سَنَويّ والذي لمْ يُقدّمْ شيئًا لفلسطينَ وأهلها .
ماذا ينقصُ النُّخَبِ الفلسطينيّة المُنتشرة في أصقاع المَعمورة ويتبوؤن مَواقعَ مُهمّةٍ ( أكاديمييون ورجالُ أعمالٍ وإعلاميون … الخ ) في تشكيل مَجْلسٍ أو هيئةٍ أو أيّ مُسمًى يَنبثقُ عن مُؤتمرٍ مُهمتها دَعْمُ المُقاومة بكلِّ أشكالها؟
 
المقاومةَ التي اقرَتها كلُّ الشّرائع الدّوْليّة بما فيها المُقاومة المُسلحة ،كما وتقومُ هذه اللجنة بالتواصُل مع الحكوماتِ وقياداتِ الدّول ممْنْ يُساندونَ الحَقَّ الفلسطينيّ ، وممْنْ يقِفُ على الحَياد أو حتّى ممّن يَتَبَنّى المَوقفَ الصّهيونيّ إمّا جَهْلاً أو طَمَعاً أو خَوْفاً ، فهذا التعاطُفُ المُنقطع النّظير مع الفلسطينيين وقضيتهم بعْدَ طوفان الأقصى لا يجبُ أنْ يَذهبَ سُدًى دون استثمار، فمنَ المُعيبُ أنْ تبقى هذه النُّخب تنْأى بنفسِها وكأنّ الأمْر لا يَعنيها ، وتُوكل الأمرَ لمجموعةٍ في الدّاخلِ أصبحتْ أداةَ الاحتلال في تصفيةِ قضيتِهِم .
باحث وناشط سياسي/ الاردن
Maen1964@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى