مهند أبو فلاح
الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق التي شهدتها العديد من المناطق الإيرانية مؤخرا و التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين بنيران قوات الامن و التي اندلعت في أعقاب مصرع فتاة من أصول كردية بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب في طهران أثارت مخاوف كبار المسؤولين في نظام الملالي الحاكم هناك من تحول هذه الاضطرابات و المظاهرات إلى انتفاضة عارمة تهدد بقاء نظام ولاية الفقيه الجاثم على صدر الشعوب الإيرانية منذ أكثر من ثلاثة و أربعين عاما .
المخاوف التي انتابت الدوائر الحاكمة في إيران دفعت كما يبدو نظام ولاية الفقيه إلى التصعيد عسكريا في إقليم كردستان شمالي العراق حيث شنت وحدات عسكرية تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني سلسلة من الهجمات العنيفة الدامية باستخدام المدفعية الثقيلة و الطائرات المسيرة عن بعد على مواقع للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض للسلطة الحاكمة في طهران مما أسفر عن مقتل ١٣ شخصا و إصابة العشرات الآخرين بجراح متفاوتة في محاولة بائسة من قبل النظام الإيراني لتصدير أزمته الداخلية إلى ما وراء حدود بلاده .
تصدير الأزمة هو المنطق الذي يحكم تعاطي الساسة الإيرانيين في الوقت الحاضر مع الإحتجاجات القائمة في قُطرهم و البحث عن شماعة خارجية يعلقون على مشجبها موجة المظاهرات التي اجتاحت البلاد بطولها و عرضها ، رغم أن هذه ليست المرة الأولى التي تعم فيها المظاهرات إيران خلال الأعوام القليلة الماضية و ليس من المستبعد ان تتكرر مرة أخرى حتى و إن تم إخماد الموجة الحالية بفعل القبضة الحديدية لأجهزة الأمن القمعية ، لكن من المؤلم حقا ان يتحول العراق العظيم إلى مكسر عصا و ساحة لتصفية الحسابات الداخلية الإيرانية بعد أن كان صخرة صلبة تتحطم عليها أعتى أمواج الحقد الشعوبي الفارسي المعادية لأمتنا العربية المجيدة .