النائب غازي الهواملة وتهم الفساد

النائب غازي الهواملة وتهم الفساد
المحامي الدكتور حازم التوبات

تلقينا ببالغ الصدمة خبر اتهام النائب المحامي غازي الهوامله بتهم فساد, سبب هذا الصدمة هو أن تجربتنا نحن الأردنيين مع الفساد والفاسدين علمتنا أن لعبة الفساد لها أصول وأساسيات لابد أن يتقنها كل فاسد حتى يستطيع أن يكون بمنأئ عن المساءلة والعقاب, ومن بديهيات هذه الأسس هو أن الفاسد لابد أن يكون عديم المبدأ والضمير , وان يتصف بصفات النفاق والرياء وتزوير الحقائق والوقوف مع الباطل أينما وجد, يزين القبيح ويقبح الجميل, يدافع عن الفاسدين ويكيل التهم للأحرار والشرفا بحجة أنهم يسعون لزعزعة الأمن والإستقرار, كما أن الفاسد لابد أن ينطوي تحت مظلة منظومة الفساد بكل عناصرها وأشخاصها حتى توفر له الحماية وتهيئ له سبل الفساد, لذلك فمن الصعب أن تجد فاسداً حقيقياً سيق إلى دائرة المساءلة والعقاب إلا إذا كان الهدف هو تصفية حسابات شخصية مع هذا الفاسد وتحقيق أهداف دنيئة لا علاقة لها بمصلحة الأردن لا من قريب ولا من بعيد, ذلك أن منظومة الفساد هي منظومة متكاملة ومتغلغلة تقريبا في جميع مؤسسات الدولة بكل أسمائها وأشكالها.
ما نعرفه عن النائب غازي الهواملة هو أنه رجل حر مخلص شريف, جرئ لا تأخذه في قول كلمة الحق لومة لائم, رجل يخلو من أي صفة من صفات الفاسدين فهو ليس بمنافق ولا بمداهن, يسمي الأمور بمسمياتها, غيور على مصلحة الأردن والأردنيين ويحترمه كل أحرار الأردن وشرفائها. لذلك فإن من المستبعد لرجل يتصف بهذه الصفات أن يكون قد انغمس في منظومة الفساد, حيث لو أنه كذلك لالتزم الصمت على الأقل ولم يقحم نفسه في صف المعارضة ومحاربة الفساد, لذلك فمن وجهة نظري إن اتهامه بقضايا فساد لا يتجاوز أن يكون بهدف تحقيق كلا أمرين: أولهما هو معاقبة هذا الرجل لمواقفه الجرئية من قضايا الوطن والفساد, وثانيهما هو محاولة تشويه صورة المعارضين وزعزعة ثقة الناس بكل من يظهر بمظهر المعارض والمدافع عن قضايا الوطن. وفي الختام فإن قادم الأيام كفيلة ببيان الحقيقة وجلاء الظلمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى